تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١٩
ياسين القاضي يقول: رأيت في الطواف كهلا قد أجهدته العبادة واصفر لونه وبيده عصا وهو يطوف معتمدا عليها، فتقدمت إليه وجعلت أسائله فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من خراسان قال: في أي ناحية تكون خراسان؟ كأنه جهلها؟ قلت: ناحية من نواحي المشرق، فقال: في كم تقطعون هذا الطريق؟ قلت: في شهرين وثلاثة أشهر، قال: أفلا تحجون كل عام فأنتم من جيران هذا البيت؟ فقلت له: وكم بينكم وبين هذا البيت؟ فقال: مسيرة خمس سنين، خرجت من بلدي ولم يكن في رأسي ولحيتي شيب، فقلت: هذا والله الجهد البين والطاعة الجميلة والمحبة الصادقة، فضحك في وجهي وأنشأ يقول:
زر من هويت وإن شطت بك الدار وحال من دونه حجب وأستار لا يمنعك بعد من زيارته إن المحب لمن يهواه زوار " * (ليشهدوا) *) ليحضروا " * (منافع لهم) *) يعني التجارة عن سعيد بن جبير، وهي رواية ابن رزين عن ابن عباس قال: هي الأسواق.
مجاهد: التجارة وما يرضي الله سبحانه من أمر الدنيا والآخرة.
سعيد بن المسيب وعطية العوفي ومحمد بن على الباقر: العفو والمغفرة.
" * (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) *) يعني ذي الحجة في قول أكثر المفسرين، والمعدودات أيام التشريق، وإنما قيل لها معدودات لأنها قليلة، وقيل للعشر: معلومات للحرص على علمها بحسابها من أجل أن وقت الحج في آخرها.
وقال مقاتل: المعلومات أيام التشريق.
محمد بن كعب: المعدودات والمعلومات واحدة.
" * (على ما رزقهم من بهيمة الانعام) *) يعني الهدايا والضحايا من الإبل والبقر والغنم.
" * (فكلوا منها) *) أمر إباحة وليس بواجب. قال المفسرون: وإنما قال ذلك لأن أهل الجاهلية كانوا ينحرون ويذبحون ولا يأكلون من لحوم هداياهم شيئا.
" * (وأطعموا البائس) *) يعني الزمن " * (الفقير) *) الذي لا شيء له " * (ثم ليقضوا) *) واختلف القراء في هذه اللامات فكسرها بعضهم فرقا بين ثم والواو والفاء لأن ثم مفضول من الكلام، والواو والفاء كأنهما من نفس الكلمة، وجزمها الآخرون لأنها كلها لامات الأمر " * (تفثهم) *) والتفث: مناسك الحج كلها عن ابن عمر وابن عباس
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»