تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٤١
مرزوق قال: حدثنا سعيد بن عامر عن سعيد عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها، إن الله سبحانه يقول: " * (وأقم الصلاة لذكري) *).
وقيل: هو مردود على الوحي يعني فاستمع لما يوحى واستمع لذكري.
" * (إن الساعة آتية أكاد أخفيها) *) فأكاد صلة، كقول الشاعر:
سريع إلى الهيجاء شاك سلاحه فما أن يكاد قرنه يتنفس يعني: فما يتنفس من خوفه، والفائدة في الإخفاء التخويف والتهويل، قال ابن عباس وأكثر المفسرين: معناه أكاد أخفيها من نفسي، وكذلك هو في مصحف ابي، وفي مصحف عبد الله: أكاد أخفيها من نفسي فكيف يعلمها مخلوق؟.
وفي بعض القراءات فكيف أظهرها لكم؟ قال قطرب: فإن قيل: كيف يخفي الله من نفسه وهو خلق الإخفاء؟ قلنا: إن الله سبحانه كلم العرب بكلامهم الذي يعرفونه، ألا ترى أن الرجل يعذل أخاه فيقول له: أذعت سري، فيقول مجيبا له معتذرا إليه: والله لقد كتمت سرك نفسي فكيف أذعته؟ معناه عندهم: أخفيته الإخفاء كله، وقال الشاعر:
أيام تعجبني هند وأخبرها ما أكتم النفس من حاجي وإسراري فكيف يخبرها ما يكتم عن نفسه؟ فمجاز الآية على هذا.
وقرأ الحسن وسعيد بن جبير: أخفيها بفتح الألف أي أظهرها وأبرزها يقال: خفيت الشيء إذا أظهرته، وأخفيته إذا سترته، قال امرؤ القيس:
خفاهن من إنفاقهن كأنما خفاهن ودق من سحاب مركب أي اخرجهن.
" * (لتجزى كل نفس بما تسعى) *) أي تعمل من خير وشر " * (فلا يصدنك) *) يصرفنك " * (عنها) *) يعني عن الإيمان بالساعة " * (من لا يؤمن بها واتبع هواه) *) مراده " * (فتردى) *) فتهلك.
" * (وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي) *) وكانت لها شعبتان وفي أسفلها سنان واسمها نبعة في قول مقاتل " * (أتوكأ) *) اعتمد " * (عليها) *) إذا مشيت وإذا أعييت وعند الوثبة
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»