تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٤٠
قال: أخبرنا أحمد بن يحيى العبيدي قال: حدثنا أحمد بن نجدة قال: حدثنا الحماني قال: حدثنا عيسى بن يونس عن حميد بن عبد الله عن عبد الله بن الحرث العنبسي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " * (فاخلع نعليك) *) قال: كانتا من جلد حمار ميت، وفي بعض الأخبار: غير مدبوغ، وقال الحسن: ما بال خلع النعلين في الصلاة وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نعليه؟ وإنما أمر موسى عليه السلام أن يخلع نعليه إنهما كانتا من جلد حمار، وقال أبو الأحوص: أتى عبد الله أبا موسى في داره فأقيمت الصلاة فقال لعبد الله تقدم، فقال له عبد الله: تقدم أنت في دارك فتقدم فنزع نعليه، فقال له عبد الله: أبالواد المقدس أنت؟.
وقال عكرمة ومجاهد: إنما قال له: اخلع نعليك كي تمس راحة قدميك الأرض الطيبة وينالك بركتها لأنها قدست مرتين.
وقال بعضهم: أمر بذلك لأن الحفوة من أمارات التواضع، وكذلك فعل السلف حين طافوا بالبيت.
قال سعيد بن جبير: قيل له: طأ الأرض حافيا، كيما يدخل كعبه من بركة الوادي.
وقال أهل الإشارة: معناه: فرغ قلبك من شغل الأهل والولد.
قالوا: وكذلك هو في التعبير من رأى عليه نعلين تزوج.
فخلعهما موسى وألقاهما من وراء الوادي " * (إنك بالوادي المقدس) *) المطهر " * (طوى) *) اسم الوادي، وقال الضحاك: مستدير عميق مثل الطوى في استدارته، وقيل: أراد به إنك تطوي الوادي، وقيل: هو الليل، يقال: أتيتك طوى من الليل، وقيل: طويت عليه البركة طيا، وقرأ عكرمة: طوى بكسر الطاء وهما لغتان، وقرأ أهل الكوفة والشام: طوى بالتنوين وإلا جرا لتذكيره وتحقيقه، الباقون من غير تنوين، قال: لأنه معدول عن طاو أو مطوى، فلما كان معدولا عن وجهه كان مصروفا عن إعرابه مثل عمر وزفر وقثم.
" * (وأنا اخترتك) *) اصطفيتك، وقرأ حمزة: وإنا اخترناك بلفظ الجمع على التعظيم " * (فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني) *) ولا تعبد غيري " * (وأقم الصلاة لذكري) *) قال مجاهد: أقم الصلاة لتذكرني فيها، وقال مقاتل: إذا تركت الصلاة ثم ذكرتها فأقمها، يدل عليه ما أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا إبراهيم بن
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»