تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٠٣
قال للنبي صلى الله عليه وسلم إني أعمل لله، فإذا اطلع عليه سرني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا الطيب ولا يقبل ما شورك فيه)، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال أنس: قال رجل: يا نبي الله، إني أحب الجهاد في سبيل الله، وأحب أن يرى مكاني، فأنزل الله: " * (قل) *) يا محمد: " * (إنما أنا بشر مثلكم) *): خلق آدمي مثلكم. قال ابن عباس: علم الله رسوله التواضع لئلا يزهو على خلقه، " * (يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) *) لا شريك له " * (فمن كان يرجو لقاء ربه) *): المصير إليه. وقيل: معناه يأمل رؤية ربه، فالرجاء يتضمن معنيين: الخوف والأمل، قال الشاعر:
فلا كل ما ترجو من الخير كائن ولا كل ما ترجو من الشر واقع فجمع المعنيين في بيت واحد.
" * (فليعمل عملا صالحا) *): خالصا " * (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) *)، أي ولا يراء. قال شهر ابن حوشب: جاء رجل إلى عبادة بن الصامت، فقال: أرأيت رجلا يصلي يبتغي وجه الله عز وجل ويحب أن يحمد عليه، ويصوم يبتغي وجه الله عز وجل ويحب أن يحمد، ويتصدق يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد عليه، ويحج يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد عليه؟ فقال عبادة: ليس له شيء، إن الله عز وجل يقول: (أنا خير شريك، فمن كان له معي شريك فهو له كله ولا حاجة لي منه). (أخبرنا عبد الله بن حامد عن محمد بن عبد الله الجوهري عن حامد بن شعيب البجلي عن شريح بن يونس عن إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتقوا الشرك الأصغر). قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: (الرياء يوم يجازي الله الناس بأعمالهم).
أخبرنا عبد الله بن حامد عن مكي بن عبدان عن عبد الله بن هاشم عن عبد الرحمن عن) سفيان عن سلمة قال: سمعت جندبا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سمع سمع الله به، ومن يراء يراء الله به).
وروى العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتقوا الشرك الأصغر). قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: (الرياء يوم يجازي الله الناس بأعمالهم).
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»