تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٩٣
وحكم فيهم، كذلك وجد عند مطلع الشمس فحكم فيهم بحكم أولئك. وقيل: إن الله عز وجل لما قص عليه خبره قال: " * (كذلك) *) أي كذلك أمرهم والخبر عنهم كما قصصنا عليك، ثم استأنف وقال: " * (وقد أحطنا بما لديه) *)، يعني عنده ومعه من الملك والجيوش والآلات " * (خبرا) *): علما.
" * (ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين) *) بفتح السين، ابن كثير وأبو عمرو وعاصم. الباقون بالضم. قال الكسائي: هما لغتان، وهما جبلان سد ذو القرنين ما بينهما حاجزا بين يأجوج ومأجوج ومن ورائهم. قال عكرمة: ما كان صنعة بني آدم فهو سد بفتح السين وما كان من صنع الله عز وجل فهو السد، بالضم. قال ابن عباس: السدان أرمينية وآذربيجان. " * (وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا) *) قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب وحمزة والكسائي " * (يفقهون) *) بضم الياء، وكسر القاف على معنى (يفهمون) غيرهم، وقرأ الباقون: " * (يفقهون) *) بفتح الياء والقاف، أي ويعلمون ويفقهون قولا.
" * (قالوا يا ذا القرنين) *) قيل: كلمه عنهم قوم آخرون مترجمة، وبيان ذلك في قراءة ابن مسعود: (لا يكادون يفقهون قولا، قال الذين من دونهم يا ذا القرنين). وقيل: معناه: لا يكادون يفقهون خيرا من شر، ولا ضلالا من هدى، " * (إن يأجوج ومأجوج) *) قرأهما عاصم والأعرج مهموزين، الباقون بغير همزة. وهما لغتان. قالوا: وأصله من (أجيج النار)، وهو ضوؤها وشررها، شبهوا به في كثرتهم وشدتهم. قال وهب بن منبه ومقاتل بن سليمان: هم من ولد يافت ابن نوح، وقال الضحاك: هم جيل من الترك. وقال كعب: هم نادرة من ولد آدم من غير حواء، وذلك أن آدم (عليه السلام) قال ذات يوم فاحتلم، وامتزجت نطفته في التراب، فلما انتبه أسف على ذلك الماء الذي خرج منه، فخلق الله تعالى من ذلك الماء يأجوج ومأجوج، وهم متصلون بنا من جهة الأب دون الأم.
وقوله تعالى: " * (مفسدون في الأرض) *)، قال سعيد بن عبد العزيز: فسادهم في الأرض أنهم كانوا يأكلون الناس. قال الكلبي: كانوا يخرجون إلى أرضهم أيام الربيع فلا يدعون فيها شيئا أخضر إلا أكلوه، ولا شيئا يابسا إلا احتملوه فأدخلوه أرضهم، وقد لقوا منهم أذى شديدا وقتلا. وقيل: معناه: أنهم سيفسدون في الأرض عند خروجهم. (أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان عن عبد الله بن المبارك عن إبراهيم بن عبد الله النسوي: محمد بن المصفي: يحيى بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن) الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج، فقال: (يأجوج أمة ومأجوج أمة، كل أمة أربعمئة ألف أمة، لا يموت الرجل
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»