تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٨٥
إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه، فقال ذات يوم: (رحمة الله علينا وعلى أخي موسى، لو لبث مع صاحبه لأبصر العجب (العجاب)، ولكنه قال: " * (إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا) *)).
" * (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية) *) قال ابن عباس: يعني أنطاكية. وقال ابن سيرين: أيلة، وهي أبعد أرض الله من السماء " * (استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما) *)، أي ينزلوهما منزلة الأضياف؛ وذلك أنهما استطعماهم فلم يطعموهما، واستضافاهم فلم يضيفوهما. (أخبرنا عبد الله بن حامد عن أحمد بن عبد الله عن محمد بن عبد الله بن سلمان عن يحيى بن قيس عن أبي إسحاق عن) سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " * (فأبوا أن يضيفوهما) *) قال: (كانوا أهل قرية لئاما).
وقال قتادة في هذه الآية: شر القرى التي لا تضيف الضيف، ولا تعرف لابن السبيل حقه.
" * (فوجدا فيها) *)، أي في القرية " * (جدارا) *)، قال وهب: كان جدارا طوله في السماء مئة ذراع، " * (يريد أن ينقض) *) هذا من مجاز الكلام، لأن الجدار لا إرادة له، وإنما معناه: قرب ودنا من ذلك، كقول الله تعالى: " * (تكاد السماوات يتفطرن منه) *). قال ذو الرمة:
قد كاد أو (قد) هم بالبيود وقال بعضهم: إنما رجع إلى صاحبه، لأن هذه الحالة إذا كانت من ربه فهو إرادته، كقول الله تعالى: " * (ولما سكت عن موسى الغضب) *) وإنما يسكت صاحبه. وقال: " * (فإذا عزم الأمر) *) وإنما يعزم أهله. قال الحارثي:
يريد الرمح صدر أبي براء ويرغب عن دماء بني عقيل وقال عقيل:
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»