تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٣
يعلمون * كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين * كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون * اشتروا بئايات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم سآء ما كانوا يعملون * لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة وأولائك هم المعتدون * فإن تابوا وأقاموا الصلواة وءااتوا الزكواة فإخوانكم في الدين ونفصل الايات لقوم يعلمون) *) 2 " * (وإن أحد من المشركين استجارك) *) معناه وإن استجارك أحد، لأن حروف الجر لاتلي غير الفعل يقول الشاعر:
عاود هراة وإن معمورها خربا، أي وإن غرب معمورها. وقال أخر:
أتجزع إن نفس أتاها حمامها فهلا التي عن بين جنبيك تدفع ومعنى الآية: وإن أحد من المشركين الذين أمرتك بقتالهم وقبلهم استجارك أي استعاذ بك واستأمنك بعد انسلاخ الأشهر الحرم ليسمع كلام الله " * (فأجره) *) فأعذه وأمنه " * (حتى يسمع كلام الله) *) فتقيم عليه حجة الله، وتبين له دين الله عز وجل، فإن أسلم فقد نال عز الإسلام وخير الدنيا والآخرة وصار رجلا من المسلمين، وإن أبى أن يسلم " * (ثم أبلغه مأمنه) *) دار قومه فإن قاتلك بعد ذلك فقدرت عليه فاقتله " * (ذلك بأ نهم قوم لا يعلمون) *) دين الله وتوحيده.
قال الحسن: وهذه الآية محكمة إلى يوم القيامة وليست بمنسوخة. قال سعيد بن جبير: جاء رجل من المشركين إلى علي بن أبي طالب ح، فقال: إن أراد الرجل منا أن يأتي محمدا بعد انقضاء هذا الأجل يسمع كلامه أو يأتيه لحاجته، فقال علي لا لأن الله عز وجل يقول: " * (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره) *) الآية.
" * (كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله) *) على (معنى) التعجب، ومعناه جحد أي لا يكون لهم عهد، كما تقول في الكلام: هل أنت إلا واحد منا، أي أنت، وكيف يستيقن مثلك؟ أي لايستيقن، ومنه:
هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت ثم استثنى فقال: " * (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام) *) واختلفوا فيه فقال ابن عياش: هم قريش، وقال قتادة وابن زيد: هم أهل مكة الذين عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، قال
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»