تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٨
وقال بعضهم: الأصر: الثقل، أي لا تشقق علينا ولا تشدد ولا تغلظ الأصر علينا كما شددت على من كان قبلنا من اليهود، وذلك أن الله تعالى فرض عليهم خمسين صلاة، وأمرهم بأداء ربح أموالهم في الزكاة، ومن أصاب ثوبه نجاسة قطعها، ومن أصاب منهم ذنبا أصبح وذنبه مكتوب على بابه، ونحوها من الأثقال (والأغلال) التي كانت عليهم. وهذا معنى قول عثمان بن عطاء ومالك بن أنس وأبي عبيدة والمؤرخ والقتيبي وابن الأنباري يدل عليه قوله: " * (ويضع عنهم إصرهم والأثقال التي كانت عليهم) *).
وقال ابن زيد: معناه: لا تحمل علينا ذنبا ليس فيه توبة ولا كفارة وإلا يفعل في هذه كلها العقد والأحكام، ويقال للشيء الذي تعقد به الأشياء: الأصر، ويقال: بينه وبين فلان أصرة رحم، وما تأصرني، أي ما (يعطفني عليه عهد ولا قرابة).
وقال: أنشدني أبو القاسم السدوسي، قال: أنشدني السميع بن محمد الهاشمي، قال: أنشدنا أبو الحسن العبسي، قال: أنشدنا العباس بن محمد الدوري الشافعي:
إذا لم تكن لأمرىء نعمة لدي ولا بيننا آصره (ولا لي) في وده حاصل ولا نفع في الدنيا ولا الآخرة وأفنيت عمري على بابه فتلك إذا صفقة خاسرة " * (ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به) *). أي لا تكلفنا من الأعمال مالا نطيق، هذا قول قتادة والضحاك والسدي وابن زيد. وقال بعضهم: هو حديث النفس والوسوسة. وعن أبي ثوبان عن أبيه عن مكحول في قوله تعالى: " * (ولا تحملنا مالا طاقة لنا به) *). قال (...) وعن أبي القاسم عن مالك الشامي أن أبا إدريس الحولاني كان يأتي أصحابه ويقول: اللهم أعذني و (...) جرف إلى جهنم.
سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم في قوله تعالى " * (ولا تحملنا مالا طاقة لنا به) *). قال: المشقة.
وعن أبي القاسم عبد الله بن يحيى بن عبيد قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد قال: سمعت محمد بن عبد الوهاب " * (ولا تحملنا مالا طاقة لنا به) *). قال: يعني العشق. قال
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 » »»