تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١ - الصفحة ٢٨٢
قال النبي صلى الله عليه وسلم (هذا بقية آبائي)، وقال أيضا: (ردوا علي أبي فإني أخشى أن يفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود). يعني العباس.
والعرب تسمي العم أبا وتسمي الخالة أما قال الله تعالى " * (ورفع أبويه على العرش) *) يعني يعقوب وليا وهي خالة يوسف.
" * (إلها واحدا) *) أي نعرفه ونعبده إلها واحدا.
* (ونحن له مسلمون) * * (تلك أمة) *) جماعة " * (قد خلت لها ما كسبت) *) من الدين والعمل.
" * (ولكم ما كسبتم) *) منها.
" * (ولا تسئلون عما كانوا يعملون) *) وإنما تسألون عما تعملون أنتم.
(* (وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين * قولوا ءامنا بالله ومآ أنزل إلينا ومآ أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ومآ أوتى موسى وعيسى ومآ أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون * فإن ءامنوا بمثل مآ ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم فى شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم) *) 2 " * (وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا) *) قال ابن عباس: نزلت في رؤوس يهود أهل المدينة كعب بن الأشرف ومالك بن المصيف ووهب بن يهودا وأبي ياسر بن أخطب وفي نصارى أهل نجران: السيد والعاقب وأصحابهما وذلك إنهم خاصموا المسلمين في الدين كل فرقة تزعم إنها أحق بدين الله من غيرها فقالت اليهود ديننا خير الأديان ونبينا موسى أفضل الأنبياء وكتابنا التوراة أفضل الكتب وكفرت بعيسى والأنجيل ومحمد والقرآن.
وقالت النصارى: نبينا عيسى أفضل الأنبياء وكتابنا الإنجيل أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان وكفرت بمحمد والقرآن، وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين كونوا على ديننا فلا دين إلا ذلك دعوهم إلى دينهم إلا الحنيفية. فقال الله تعالى: قل يا محمد " * (بل ملة) *) أي بل نتبع ملة " * (إبراهيم) *) وقرأ الأعرج: (بل مل) ة رفعا على الخبر.
" * (حنيفا) *) نصب على القطع. أراد بل ملة إبراهيم الحنيف فلما اسقطت الألف واللام لم تتبع النكرة المعرفة. فانقطع منه فنصب قاله نحاة الكوفة، وقال أهل البصرة: نصب على الحال قال ابن عباس: الحنيف: المائل عن الأديان كلها إلى دين الإسلام، وأصلها من الحنف وهو ميل وعوج في القدم ومنه سمي أحنف بن قيس
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 » »»