تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٤٣٨
قال الواسطي رحمه الله: * (إنني إنا الله لا إله أنا فاعبدني) * ابتدأه بالتوحيد، وختم بلسان الطاعة * (وأقم الصلاة لذكري) *.
قال ابن عطاء: أقم معي بحسن الأدب، ولا تغفل عني وأنت متوجه إلي.
قوله تعالى: * (وما تلك بيمينك يا موسى) * [الآية: 17].
قال فارس: سمع موسى كلاما لا يشبه كلام الحق فلما سمع ذلك الكلام، كاد أن يهيم، فمرة أضاف العصا إلى نفسه، ومرة أجاب عما لم يسئل كذلك الهيمان.
وقال: لما غلبت عليه الدعات الصفات رده الحق إلى المخلوق ليسكن ما به.
فقال: وما تلك بيمينك، شغله بالإجابة عما يكلمه، ولولا ذلك لتفسخ عند ورود الخطاب عليه بغتة.
وقال الواسطي رحمه الله: استلذ الخطاب فأخذه عن التمييز فأجاب عما سأل، وعما لم يسأل وقال وما تلك بيمينك عندك. فقال: عصاي، فقال: ألقها فإن لنا فيه آيات هي عندك عصا، وهي عندنا حية تسعى.
وقال ابن عطاء في قوله: * (وما تلك بيمينك يا موسى) * قال: انفراد الله بعلم الغيب فللخلق من الأشياء ظواهرها وحقيقتها عند الله فكان عند موسى أنها عصى. وعند الحق أنها حية فقال له: وما تلك بيمينك ليعرفه بذلك مقدار علمه، وإن حقائق العلوم لا يعلمها إلا الله فقال: عصاي، فقال له بل محلا لإظهار قدرتنا فيه.
وقال الحسين: في قوله: * (وما تلك بيمينك) * قال: أثبته بالصفة: فقال له: أعد إليه النظرة فأعاد النظر حتى تيقن أنها عصا فقال: عصاي فلما أجاب بالحقيقة إنها عصا قلب عينها فأحالها عن حالها فأعجزه ذلك فقيل. إعجازها للأمة.
وسمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا بكر بن طاهر يقول: في قوله: * (وما تلك بيمينك يا موسى) * قال انبسط إليه في السؤال ليربط على قلبه لعلمه لما يبدو منه في شهود الكبرياء.
وقال أيضا: أحب الله تعالى أن يبسط موسى في الكلام كي لا يحتشم في السؤال.
وقال الجنيد رحمه الله: في قوله: * (عصاي أتوكؤ عليها) * [الآية: 18].
فقال له: ألق كلما يعتمد عليه قلبك، أو تسكن إليه نفسك، وإن الكل مجال العلل
(٤٣٨)
مفاتيح البحث: الطهارة (1)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»