جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ٢١ - الصفحة ١٧٣
اختلفت القراء في قراءة قوله: أسوة فقرأ ذلك عامة قراء الأمصار: إسوة بكسر الألف، خلا عاصم بن أبي النجود، فإنه قرأه بالضم: أسوة. وكان يحيى بن وثاب يقرأ هذه بالكسر، ويقرأ قوله لقد كان لكم فيهم أسوة بالضم، وهما لغتان. وذكر أن الكسر في أهل الحجاز، والضم في قيس. يقولون: أسوة، وأخوة. وهذا عتاب من الله للمتخلفين عن رسول الله (ص) وعسكره بالمدينة، من المؤمنين به. يقول لهم جل ثناؤه: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، أن تتأسوا به، وتكونوا معه حيث كان، ولا تتخلفوا عنه. لمن كان يرجو الله يقول: فإن من يرجو ثواب الله ورحمته في الآخرة لا يرغب بنفسه، ولكنه تكون له به أسوة في أن يكون معه حيث يكون هو. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21663 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثني يزيد بن رومان، قال: ثم أقبل على المؤمنين، فقال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر أن لا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه، ولا عن مكان هو به. وذكر الله كثيرا يقول: وأكثر ذكر الله في الخوف والشدة والرخاء.
وقوله: ولما رأى المؤمنون الأحزاب يقول: ولما عاين المؤمنون بالله ورسوله جماعات الكفار قالوا تسليما منهم لأمر الله، وإيقانا منهم بأن ذلك إنجاز وعده لهم، الذي وعدهم بقوله أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم...
إلى قوله قريب هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، فأحسن الله عليهم بذلك من يقينهم، وتسليمهم لامره الثناء، فقال: وما زادهم اجتماع الأحزاب عليهم إلا إيمانا بالله وتسليما لقضائه وأمره، ورزقهم به النصر والظفر على الأعداء. وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21664 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ولما رأى المؤمنون الأحزاب... الآية قال: ذلك أن الله قال لهم في سورة البقرة أم حسبتم أن تدخلوا الجنة... إلى قوله إن نصر الله قريب قال: فلما مسهم البلاء حيث رابطوا الأحزاب في الخندق، تأول المؤمنون ذلك، ولم يزدهم ذلك إلا إيمانا وتسليما.
21665 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثني يزيد بن
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ولا تجادلوا أهل الكتاب 3
2 وكذلك أنزلنا إليك الكتاب 6
3 وما كنت تتلو من قبله من كتاب 7
4 بل هو آيات بينات في صدور 8
5 وقالوا لولا انزل عليه آيات 9
6 أولم يكفهم انا أنزلنا عليك الكتاب 9
7 قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا 10
8 ويستعجلونك بالعذاب 10
9 يستعجلونك بالعذاب 10
10 يوم يغشاهم العذاب من فوقهم 11
11 يا عبادي الذين آمنوا 12
12 كل نفس ذائقة الموت 13
13 والذين آمنوا وعملوا الصالحات 13
14 الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون 13
15 وكأين من دابة لا تحمل رزقها 14
16 ولئن سألتهم من خلق السماوات 15
17 الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده 15
18 ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء 16
19 وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب 16
20 فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين 17
21 ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا 17
22 أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا 17
23 ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا 19
24 والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا 19
25 سورة الروم ألم 20
26 غلبت الروم 20
27 في أدنى الأرض 20
28 في بضع سنين لله الأمر 20
29 بنصر الله ينصر من يشاء 20
30 وعد الله لا يخلف الله وعده 27
31 يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا 28
32 أولم يتفكروا في أنفسهم 30
33 أولم يسيروا في الأرض فينظروا 30
34 ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى 31
35 الله يبدأ الخلق ثم يعيده 32
36 ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون 32
37 ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء 32
38 ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون 33
39 فاما الذين آمنوا وعملوا الصالحات 33
40 واما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا 35
41 فسبحان الله حين تمسون 35
42 وله الحمد في السماوات والأرض 35
43 يخرج الحي من الميت 37
44 ومن آياته ان خلقكم من تراب 38
45 ومن آياته ان خلقكم من أنفسكم 38
46 ومن آياته خلق السماوات والأرض 39
47 ومن آياته مناكم بالليل والنهار 39
48 ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا 40
49 ومن آياته ان تقوم السماء 41
50 وله من في السماوات والأرض 41
51 وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده 41
52 ضرب لكم مثلا من أنفسكم 46
53 بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم 47
54 فأقم وجهك للدين حنيفا 48
55 منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة 50
56 من الذي فرقوا دينهم وكانوا شيعا 50
57 وإذا مس النار ضر دعوا 52
58 ليكفروا بما آتيناهم 52
59 أم أنزلنا عليهم سلطانا 52
60 وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا 53
61 أولم يروا ان الله يبسط الرزق 53
62 فآت ذا القربى حقه 53
63 وما آتيتم من ربا ليربو 54
64 الله الذي خلقكم ثم رزقكم 57
65 ظهر الفساد في البر والبحر 58
66 قل سيروا في الأرض 61
67 فأقم وجهك للدين القيم 61
68 من كفر فعليه كفره 62
69 ليجزى الذين آمنوا 62
70 ومن آياته ان يرسل الرياح مبشرات 63
71 ولقد أرسلنا من قبلك رسلا 63
72 الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا 64
73 وان كانوا من قبل 65
74 فانظر إلى آثار رحمة الله 66
75 ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا 66
76 فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم 66
77 وما أنت بهاد العمى عن ضلالتهم 66
78 الله الذي خلقكم من ضعف 68
79 ويوم تقوم الساعة 68
80 وقال الذين أوتوا العلم 69
81 فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا 69
82 ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن 69
83 كذلك يطبع الله على قلوب 70
84 فاصبر أن وعد الله حق 70
85 سورة لقمان ألم 72
86 تلك آيات الكتاب الحكيم 72
87 هدى ورحمة للمحسنين 72
88 الذين يقيمون الصلاة 72
89 أولئك على هدى من ربهم 73
90 ومن الناس من يشتري 73
91 وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا 78
92 ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات 78
93 خالدين فيها 78
94 خلق السماوات بغير عمد ترونها 79
95 هذا خلق الله فأروني ماذا خلق 80
96 ولقد آتينا لقمان الحكمة 81
97 وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه 83
98 ووصينا الانسان بوالديه 83
99 وان جاهداك على ان تشرك بي 85
100 يا بني انها ان تك مثقال حبة 86
101 يا بني أقم الصلاة وامر بالمعروف 88
102 ولا تصعر خدك للناس 89
103 واقصد في مشيك 92
104 ألم تروا ان الله سخر لكم 93
105 وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله 95
106 ومن يسلم وجهه إلى الله 95
107 ومن كفر فلا يحزنك كفره 96
108 نمتعهم قليلا 96
109 ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض 96
110 لله ما في السماوات والأرض 96
111 ولو انما في لأرض من شجرة أقلام 97
112 ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة 99
113 ألم تر ان الله يولج الليل في النهار 99
114 ذلك بان الله هو الحق 100
115 ألم تر ان الفلك تجري في البحر 101
116 وإذا غشيهم موج كالظلل 101
117 يا أيها الناس اتقوا ربكم 103
118 ان الله عنده علم الساعة 104
119 سورة السجدة ألم 108
120 تنزيل الكتاب لا ريب فيه 108
121 أم يقولون افتراه 108
122 الله الذي خلق السماوات والأرض 109
123 يدبر الامر من السماء إلى الأرض 110
124 ذلك عالم الغيب والشهادة 112
125 الذي أحسن كل شئ خلقه 112
126 ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين 112
127 ثم سواه ونفخ فيه من روحه 116
128 وقالوا: أإذا ضللنا في الأرض 116
129 قل: يتوفاكم ملك الموت 117
130 ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم 118
131 ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها 118
132 فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا 119
133 انما يؤمن بآياتنا الذين 119
134 تتجافى جنوبهم عن المضاجع 120
135 فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين 124
136 أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا 129
137 اما الذين آمنوا وعملوا الصالحات 129
138 واما الذين فسقوا فمأواهم النار 129
139 ولنذيقهم من العذاب الأدنى 130
140 ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه 134
141 ولقد اتينا موسى الكتاب 135
142 وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا 135
143 ان ربك هو يفصل بينهم 136
144 أولم يهد لهم كم أهلكنا 137
145 أولم يروا أنا نسوق الماء 137
146 ويقولون متى هذا الفتح 139
147 قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا 139
148 فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون 139
149 سورة الأحزاب يا أيها النبي اتق الله 141
150 واتبع ما يوحى إليك من ربك 141
151 وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا 142
152 ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه 142
153 أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله 145
154 النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم 146
155 وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم 151
156 ليسأل الصادقين عن صدقهم 152
157 يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله 152
158 إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم 155
159 هنالك ابتلى المؤمنون 155
160 وإذ يقول المنافقون 155
161 وإذ قالت طائفة منهم 163
162 ولو دخلت عليهم من أقطارها 163
163 ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل 165
164 قل لن ينفعكم الفرار 166
165 قل من ذا الذي يعصمكم من الله 166
166 قد يعلم الله المعوقين منكم 168
167 أشحة عليكم 168
168 يحسبون الأحزاب لم يذهبوا 171
169 لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة 172
170 ولما رأى المؤمنون الأحزاب 173
171 من المؤمنين رجال 174
172 ليجزي الله الصادقين بصدقهم 174
173 ورد الله الذين كفروا بغيظهم 179
174 وانزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب 180
175 وأورثكم أرضهم وديارهم 180
176 يا أيها النبي قل لأزواجك 187
177 وان كنتن تردن الحياة الدنيا 187
178 يا نساء النبي من يأت 191