جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ٥ - الصفحة ٤٥٦
على إساءته، أو يتفضل عليه ربه فيعفو، متقربين بها إلى الله مريدين بها وجه الله، فذلك معنى إخلاصهم لله دينهم. ثم قال جل ثناؤه: * (فأولئك مع المؤمنين) * يقول: فهؤلاء الذين وصف صفتهم من المنافقين بعد توبتهم وإصلاحهم واعتصامهم بالله وإخلاصهم له مع المؤمنين في الجنة، لا مع المنافقين الذي ماتوا على نفاقهم، الذي أوعدهم الدرك الأسفل من النار. ثم قال: * (وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما) * يقول: وسوف يعطي الله هؤلاء الذين هذه صفتهم على توبتهم وإصلاحهم واعتصامهم بالله وإخلاصهم دينهم له على إيمانهم، ثوابا عظيما، وذلك درجات في الجنة، كما أعطى الذين ماتوا على النفاق منازل في النار، وهي السفلى منها، لان الله جل ثناؤه وعد عباده المؤمنين أن يؤتيهم على إيمانهم ذلك، كما أوعد المنافقين على نفاقهم ما ذكر في كتابه. وهذا القول، هو معنى قول حذيفة بن اليمان الذي:
حدثنا به ابن حميد وابن وكيع، قالا: ثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال حذيفة: ليدخلن الجنة قوم كانوا منافقين! فقال عبد الله: وما علمك بذلك؟ فغضب حذيفة، ثم قام فتنحى. فلما تفرقوا مر به علقمة فدعاه، فقال: أما إن صاحبك يعلم الذي قلت! ثم قرأ * (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما) *. القول في تأويل قوله تعالى: * (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما) *.
يعني جل ثناؤه بقوله: * (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم) *: ما يصنع الله أيها المنافقون بعذابكم، إن أنتم تبتم إلى الله ورجعتم إلى الحق الواجب لله عليكم، فشكرتموه على ما أنعم عليكم من نعمه في أنفسكم وأهاليكم وأولادكم، بالإنابة إلى توحيده والاعتصام به، وإخلاصكم أعمالكم لوجهه، وترك رياء الناس بها، وآمنتم برسوله محمد (ص) فصدقتموه وأقررتم بما جاءكم به من عنده فعملتم به. يقول: لا حاجة بالله أن يجعلكم في الدرك الأسفل من النار إن أنتم أنبتم إلى طاعته وراجعتم العمل بما أمركم به وترك ما نهاكم عنه، لأنه لا يجتلب بعذابكم إلى نفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا، وإنما عقوبته من عاقب من خلقه جزاء منه له على جراءته عليه وعلى خلافه أمره ونهيه وكفرانه شكر نعمه عليه. فإن أنتم شكرتم له على نعمة وأطعتموه في أمره ونهيه، فلا حاجة به إلى
(٤٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 و المحصنات من النساء إلا ما ملكت 3
2 25 ومن لم يستطع منكم طولا 22
3 26 يريد الله ليبن لكم ويهديكم 38
4 27 والله يريد أن يتوب عليكم 40
5 28 يريد الله أن يخفف عنكم 42
6 29 يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا أموالكم 43
7 30 ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما 51
8 31 إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه 52
9 32 ولا تتمنوا ما فضل الله بعضكم 66
10 33 ولكل جعلنا موالي مما ترك الولدان 71
11 34 الرجال قوامون على النساء 82
12 35 وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما 99
13 36 واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا 109
14 37 الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل 119
15 38 والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس 122
16 39 وماذا عليهم لو آمنوا بالله 124
17 40 إن الله لا يظلم مثقال ذرة 124
18 41 فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد 129
19 42 يومئذ يود الذين كفروا 130
20 43 يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة 133
21 44 ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا 162
22 45 والله أعلم بأعدائكم 162
23 46 من الذين هادوا يحرفون الكلم 164
24 47 يا أيها الذين أوتوا الكتاب 170
25 48 إن الله لا يغفر أن يشرك به 175
26 49 ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم 176
27 50 أنظر كيف يفترون على الله الكذب 182
28 51 ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب 182
29 52 أولئك الذين لعنهم الله 189
30 53 أم لهم نصيب من الملك 189
31 54 أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله 191
32 55 فمنهم من آمن به 195
33 56 إن الذين كفروا بآياتنا 196
34 57 والذين آمنوا وعملوا الصالحات 199
35 58 إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات 200
36 59 يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله 203
37 60 ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا 210
38 61 وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله 214
39 62 فكيف إذا أصابتهم مصيبة 215
40 63 أولئك الذين يعلم الله في قلوبهم 215
41 64 وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع 216
42 65 فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك 217
43 66 ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا 221
44 67 وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما 223
45 68 ولهديناهم صراطا مستقيما 223
46 69 ومن يطع الله والرسول 223
47 70 ذلك الفضل من الله 223
48 71 يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم 226
49 72 وإن منكم لمن يبطئن 228
50 73 ولئن أصابك فضل من الله ليقولن 229
51 74 فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون 229
52 75 وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله 230
53 76 الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله 233
54 77 ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم 233
55 78 أينما تكونوا يدرككم الموت 236
56 79 ما أصابك من حسنة فمن الله 240
57 80 من يطع الرسول فقد أطاع الله 242
58 81 ويقولون طاعة 243
59 82 أفلا يتدبرون القرآن 245
60 83 وإذا جاءهم أمر من الأمن 246
61 84 فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك 253
62 85 من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب 253
63 86 وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها 257
64 87 الله لا إله إلا ليجمعنكم إلى يوم 260
65 88 فما لكم في المنافقين فئتين 261
66 89 ودوا لو تكفرون كما كفروا 267
67 90 إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم 268
68 91 ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم 273
69 92 وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا 275
70 93 ومن يقتل مؤمنا معتمدا فجزاؤه جهنم 292
71 94 يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم 300
72 95 لا يستوي القاعدون من المؤمنين 308
73 96 درجات منه ومغفرة ورحمة 313
74 97 إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم 315
75 98 إلا المستضعفين من الرجال والنساء 315
76 99 فأولئك عصى الله أن يعفو عنهم 315
77 100 ومن يهاجر في سبيل الله 322
78 101 وإذا ضربتم في الأرض 329
79 102 وإذا كنت فيهم فأقمت لهم 339
80 103 فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله 352
81 104 ولا تهنوا في ابتغاء القوم 356
82 105 إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق 359
83 106 واستغفر الله إن الله 359
84 107 ولا تجادل عن الذين يختانون 367
85 108 يستخفون من الناس ولا يستخفون 368
86 109 ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم 369
87 110 ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه 370
88 111 ومن يكسب إثما 371
89 112 ومن يكسب خطيئة أو إثما 371
90 113 ولولا فضل الله عليك ورحمته 373
91 114 لا خير في كثير من نجواهم 374
92 115 ومن يشاقق الرسول 376
93 116 إن الله لا يغفر أن يشرك به 376
94 117 إن يدعون من دونه إلا إناثا 377
95 118 لعنه الله 380
96 119 ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم 380
97 120 يعدهم ويمنيهم 381
98 121 أولئك مأواهم جهنم 388
99 122 والذين آمنوا وعملوا الصالحات 388
100 123 ليس بأمانيكم ولا أماني 389
101 124 ومن يعمل من الصالحات 400
102 125 ومن أسلم دينا ممن أسلم وجهه 401
103 126 ولله ما في السماوات وما في الأرض 403
104 127 ويستفتونك في النساء 403
105 128 وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا 412
106 129 ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء 422
107 130 وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته 428
108 131 ولله ما في السماوات وما في الأرض 429
109 132 ولله ما في السماوات وما في الأرض 430
110 133 إن يشأ يذهبكم أيها الناس (؟) 430
111 134 من كان يريد ثواب الدنيا 431
112 135 يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين 432
113 136 يا أيها الذين آمنوا، آمنوا بالله 438
114 137 إن الذين آمنوا ثم كفروا 440
115 138 بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما 442
116 139 الذين يتخذون الكافرين أولياء 442
117 140 وقد نزل عليكم في الكتاب 443
118 141 الذين يتربصون بكم 445
119 142 إن المنافقين يخادعون الله 449
120 143 مذبذبين بين ذلك 451
121 144 يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا 453
122 145 إن المنافقين في الدرك الأسفل 454
123 146 إلا الذين تابوا وأصلحوا 455
124 147 ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم 456