تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٩٩
* (فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) * [آية: 50] أي أهل الجنة حين يتكلمون، يكلم بعضهم بعضا يقول:
تفسير سورة الصافات من الآية (51) إلى الآية (60).
* (قال قائل منهم إني كان لي قرين) * [آية: 51] وذلك أن أخوين من بني إسرائيل اسم أحدهما فطرس والآخر سلخا ورث كل واحد منهما عن أبيه أربعة آلاف دينار، فأما أحدهما فأنفق ماله في طاعة الله عز وجل، والمشرك الآخر أنفق ماله في معصية الله عز وجل ومعيشة الدنيا، وهما اللذان ذكرهما الله عز وجل في سورة الكهف. فلما صار إلى الآخرة أدخل المؤمن الجنة، وأدخل المشرك النار، فلما أدخل الجنة المؤمن ذكر أخاه، فقال لإخوانه من أهل الجنة: إني كان لي قرين، يعني صاحب.
* (يقول أإنك لمن المصدقين) * [آية: 52] بالبعث * (أإذا متنا وكنا ترابا وعظما أءنا لمدينون) * [آية: 53] يعني لمحاسبين في أعمالنه ثم * (قال) * المؤمن لأخوانه في الجنة * (هل أنتم مطلعون) * [آية: 54] إلى النار فتنظرون منزلة أخي فردوا عليه أنت أعرف به منا، فاطلع أنت، ولأهل الجنة في منازلهم كوى، فإذا شاءوا نظروا إلى أهل النار * (فاطلع) * المؤمن * (فرءاه) * فرأى أخاه * (في سواء) * يعني في وسط * (الجحيم) * [آية: 55] أسود الوجه أزرق العينين مقرونا مع شيطانه في سلسلة * (قال) * المؤمن * (تالله إن كدت لتردين) * [آية: 56] لتغوين، فأنزل منزلك في النار.
* (ولولا نعمة ربي) * يقول: لولا ما أنعم الله علي بالإسلام * (لكنت من المحضرين) * [آية: 57] النار، ثم انقطع الكلام، ثم أقبل المؤمن على أصحابه، فقال: * (أفما نحن بميتين) * [آية: 58] عرف المؤمن أن كل نعيم معه الموت، فليس بتام * (إ لا موتتنا الأولى) * التي كانت في الدنيا * (وما نحن بمعذبين) * [آية: 59] فقيل له: إنك لا تموت فيها.
فقال عند ذلك: * (إن هذا لهو الفوز العظيم) * [آية: 60] ثم انقطع كلام المؤمن.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»