تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٨٥
سورة البلد مكية، عددها عشرون آية كوفي تفسير سورة البلد من الآية (1) إلى الآية (20).
قوله: * (لا أقسم بهذا البلد) * [آية: 1] يعنى مكة * (وأنت حل بهذا البلد) * [آية: 2] يعنى لم أحلها لأحد من قبلك ولا من بعدك، وإنما أحللتها لك ساعة من النهار، وذلك أن الله عز وجل لم يفتح مكة على أحد غيره، ولم يحل بها القتل لأحد، غير ما قتل النبي صلى الله عليه وسلم مقيس بن ضبابة الكناني وغيره، حين فتح مكة، قال الله تبارك وتعالى: * (ووالد وما ولد) * [آية: 3] يعني آدم وذريته عليه السلام إلى أن تقوم الساعة، فأقسم الله عز وجل بمكة، وبآدم وذريته * (لقد خلقنا الإنسن في كبد) * [آية: 4] منتصبا قائما، وذلك أن الله تبارك وتعالى خلق كل شئ على أربع قوائم غير ابن آدم يمشي على رجلين، نزلت هذه الآية في الحارث بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف القرشي، وذلك أنه أصاب ذنبا، وهو بالمدينة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كفارته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' اذهب فاعتق رقبة، أو أطعم ستين مسكينا '، قال: ليس غير هذا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' هو الذي أخبرتك '، فرجع من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مهموم مغموم حتى أتى أصحابه، فقال:
والله، ما أعلم إلا أني لئن دخلت في دين محمد إن مالي لفى نقصان من الكفارات والنفقة في سبيل الله، ما يظن محمد إلا أنا وجدنا هذا المال في الطريق لقد أنفقت مالا
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»