تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٣٣٩
عباس، قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع النخل كله إلا العجوة ذلك اليوم فكل شئ سوى العجوة فهو اللين.
وقال أبو محمد: وقال أبو عبيدة:
اللين ألوان النخل سوى العجوة والبرني، واحدتها لينة.
فلما يأس اليهود أعداء الله من عون المنافقين رعبوا رعبا شديدا بعد قتال إحد وعشرين ليلة، فسألوا الصلح فصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم على أن يؤمنهم على دمائهم وذرايهم وعلى أن لكل ثلاثة منهم بعيرا يجعلون عليه ما شاءوا من عيال أو متاع وتعيد أموالهم فيئا للمسلمين، فساروا قبل الشام إلى أذرعات وأريحا، وكان ما تركوا من الأموال فيئا للمسلمين، فسأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم الخمس كما خمس يوم بدر، ووقع في أنفسهم حين لم يخمسا.
تفسير سورة الحشر من الآية (6) فقط.
فأنزل الله تعالى: * (وما أفاء الله على رسوله منهم) * يعني أموال بني النضير * (فما أوجفتم عليه) * يعني على الفئ * (من خيل ولا ركاب) * يعني الإبل يقول لم تركبوا فرسا، ولا بعيرا، ولكن مشيتم مشيا حتى فتحتموها، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا له، فذلك قوله: * (ولكن الله يسلط رسله على من يشاء) * يعني النبي صلى الله عليه وسلم، يعنيهم * (والله على كل شئ) * من النصر وفتحها * (قدير) * [آية: 6].
تفسير سورة الحشر من الآية (7) فقط.
قوله: * (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) * يعني قريظة والنضير، وخيبر، وفدك، وقريتي عرينة * (فلله وللرسول ولذي القربى) * يعني قرابة النبي صلى الله عليه وسلم * (واليتامى والمسكين وابن السبيل كي لا يكون دولة) * يعني يكون المال دولة * (بين الأغنياء منكم) * يعني لئلا يغلب الأغنياء الفقراء على الفئ، فيقسمونه بينهم، فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الفئ للمهاجرين، ولم يعط الأنصار غير رجلين، منهم سهل بن حنيف، وسماك بن خرشة، أعطاهما النبي صلى الله عليه وسلم أرضا من أرض النضير، وإنما سموا المهاجرين لأنهم هجروا المشركين وفارقوهم، قوله:
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»