تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٢٤٤
سورة الفتح مدنية عددها تسع وعشرون آية كوفي تفسير سورة الفتح من الآية (1) فقط.
* (إنا فتحنا لك) * يوم الحديبية * (فتحا مبينا) * [آية: 1] وذلك أن الله تعالى أنزل بمكة على نبيه صلى الله عليه وسلم: * (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) * [الأحقاف: 9]، ففرح كفار مكة بذلك، وقالوا: واللات والعزى وما أمره وأمرنا عند إلهه الذي يعبده إلا واحد ولولا أنه ابتدع هذا الأمر من تلقاء نفسه لكان ربه الذي بعثه يخبره بما يفعل به، وبمن اتبعه كما فعل بسليمان بن داود، وبعيسى ابن مريم والحواريين، وكيف أخبرهم بمصيرهم؟ فأما محمد فلا علم له بما يفعل به، ولا بنا إن هذا لهو الضلال، فشق على المسلمين نزول هذه الآية، فقال أبو بكر، وعمر، رضي الله عنهما، للنبي صلى الله عليه وسلم:
ألا تخبرنا ما الله فاعل بك؟
فقال: ' ما أحدث الله إلى أمر بعد '، فلما قدم المدينة، قال عبد الله بن أبي رأس المنافقين:
كيف تتبعون رجلا لا يدري ما يفعل الله به، ولا بمن تبعه؟ وضحكوا من المؤمنين، وعلم الله ما في قلوب المؤمنين من الحزن، وعلم فرح المشركين من أهل مكة، وفرح المنافقين من أهل المدينة، فأنزل الله تعالى بالمدينة بعدما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية * (إنا فتحنا لك) * يعني قضينا لك * (فتحا مبينا) * يعني قضاء بينا، يعني الإسلام.
تفسير سورة الفتح من الآية (2) فقط.
* (ليغفر) * يعني لكي يغفر * (لك الله) * الإسلام * (ما تقدم من ذنبك) * يعني ما كان في الجاهلية * (وما تأخر) * يعني وبعد النبوة * (ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما) * [آية: 2] يعني دينا مستقيما.
تفسير سورة الفتح من الآية (3) فقط.
* (وينصرك الله) * يقول: ولكن ينصرك الله بالإسلام على عدوك * (نصرا عزيزا) * [آية:
3] يعني منيعا فلا تذل الذي قضى الله له: المغفرة والغنيمة والإسلام والنصر فنسخت
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»