تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٢٤١
الله الإسلام * (وشاقوا الرسول) * يعني وعادوا نبي الله صلى الله عليه وسلم * (من بعد ما تبين لهم) * في التوراة * (الهدى) * بأنه نبي رسول، يعني بالهدى أمر محمد صلى الله عليه وسلم، ف * (لن يضروا الله) * يقول: فلن ينقصوا الله من ملكه وقدرته * (شيئا) * حين شاقوا الرسول صلى الله عليه وسلم وصدوا الناس عن الإسلام إنما يضرون أنفسهم * (وسيحبط) * في الآخرة * (أعمالهم) * [آية:
32] التي عملوها في الدنيا.
تفسير سورة محمد من الآية (32) فقط.
* (يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) * وذلك أن أناسا من أعراب بني أسد بن خزيمة قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم:
أتيناك بأهلينا طائعين عفوا بغير قتال وتركنا الأموال والعشائر، وكل قبيلة في العرب قاتلوك حتى أسلموا كرها، فلنا عليك حق، فاعرف ذلك لنا، فأنزل الله تعالى في الحجرات: * (يمنون عليك أن أسلموا) * إلى آيتين [الحجرات: 17، 18]. وأنزل الله تعالى: " يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) *. * (ولا تبطلوا أعمالكم) * [33] بالمن ولكن أخلصوها لله تعالى.
تفسير سورة محمد من الآية (34) فقط.
* (إن الذين كفروا) * بتوحيد الله * (وصدوا) * الناس * (عن سبيل الله) * يعني عن دين الإسلام * (ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم) * [آية: 34] وذلك أن المسلم كان يقتل ذا رحمه على الإسلام، فقالوا:
يا رسول الله، أين آباؤنا وإخواننا الذين قاتلوا فقتلوا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' هم في النار '، فقال رجل من القوم: أين ولده وهو عدي بن حاتم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' في النار '، فولى الرجل وله بكاء فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ' ما لك '؟ فقال: يا نبي الله، أجدني أرحمه وأرثى له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' فإن والدي ووالد إبراهيم وولدك في النار، فليكن لك أسوة في، وفي إبراهيم خليله '، فذهب بعض وجده. فقال: يا نبي الله، وأين المحاسن التي كان يعملها؟ قال: ' يخفف الله عنه بها من العذاب، فأنزل الله فيهم '، ' إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم '.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»