تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ١٥
رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات) * فأخبروا قومهم بالعذاب أنه نازل بهم في الدنيا إن لم يؤمنوا، فكذبوهم بالعذاب أنه غير نازل بهم في الدنيا، فعذبهم الله عز وجل، فذلك قوله عز وجل: * (فانتقمنا) * (بالعذاب) * (من الذين أجرموا) * يعني الذين أشركوا * (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) * [آية: 47] يعني المصدقين للأنبياء، عليهم السلام، بالعذاب، فكان نصرهم أن الله عز وجل أنجاهم من العذاب مع الرس.
تفسير سورة الروم من الآية (48) إلى الآية (52).
ثم أخبر عن صنعه ليعرف توحيده، فقال عز وجل: * (الله الذي يرسل الريح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا) * يقول: يجعل الريح السحاب قطعا يحمل بعضها على بعض فيضمه، ثم يبسط السحاب في السماء كيف يشاء الله تعالى، إن شاء بسطه على مسيرة يوم، أو بعض يوم، أو مسيرة أيام يمطرون، فذلك قوله عز وجل:
* (فترى الودق يخرج) * يعني المطر يخرج * (من خلله) * يعني من خلال السحاب * (فإذا أصاب به) * يعني بالمطر * (من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون) * [آية: 48] يعني إذا هم يفرحون بالمطر عليهم.
* (وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله) * يعني من قبل نزول المطر في السنين السبع حين قحط عليهم المطر * (لمبلسين) * [آية: 49] يعني آيسين من المطر، * (فانظر) * يا محمد * (إلىءاثر رحمت الله) * يعني النبت من آثار المطر * (كيف يحي الأرض بعد موتها) * بالمطر فتنبت من بعد موتها حين لم يكن فيها نبت، ثم دل على نفسه، فقال: * (إن ذلك) * يقول: إن هذا الذي فعل ما ترون * (لمحى الموتى) * في الآخرة، فلا تكذبوا بالبعث، يعني كفار مكة، ثم قال تعالى: * (وهو على كل شيء قدير) * [آية: 50] من البعث وغيره، ثم وعظهم ليعتبروا، فقال عز وجل:
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»