تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٩٣
يقول الله: * (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه) * إذ زعموا أن لا جنة، ولا نار، ولا بعث، * (ولما يأتيهم تأويله) *، يعنى بيانه، * (كذلك كذب الذين من قبلهم) * من الأمم الخالية، * (فانظر كيف كان عقبة الظالمين) * [آية: 39]، يعنى المكذبين بالبعث.
تفسير سورة يونس من آية [40 - 44].
* (ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به) *، يعنى لا يصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم ودينه، ثم أخبر الله أنه قد علم من يؤمن به ومن لا يؤمن به من قبل أن يخلقهم، فذلك قوله:
* (وربك أعلم بالمفسدين) * [آية: 40].
* (وإن كذبوك) * بالقرآن، وقالوا: إنه من تلقاء نفسك، * (فقل) * للمستهزئين من قريش عبد الله بن أبي أمية وأصحابه، * (لي عملي ولكم عملكم) *، يقول: دين الله أنا عليه، ولكم دينكم الذي أنتم عليه، * (أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون) * [آية: 41] "، يقول: أنتم بريئون من ديني، وأنا بريء من دينكم، يعنى من كفركم، مثلها في هود: * (قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه) * [هود:
54 - 55].
* (ومنهم) *، يعنى مشركي قريش، * (من يستمعون إليك) *، يعنى يستمعون قولك، * (أفأنت) * يا محمد * (تسمع الصم) *، يقول: كما لا يسمع الصم، لا يسمع المواعظ من قد سبقت له الشقاوة في علم الله تعالى، * (ولو) *، يعنى إذ * (كانوا لا يعقلون) * [آية:
24] الإيمان.
* (ومنهم من ينظر إليك) * يا محمد، * (أفأنت تهدى العمى ولو) *، يعنى إذ * (كانوا لا يبصرون) * [آية: 43] الهدى.
* (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) * [آية: 44]، يقول:
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»