تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٧٤
الصادقين بهذا الشرط بالجنة.
* (ما كان للنبي والذين ءامنوا أن يستغفروا للمشركين) * إلى آخر الآية، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل بعدما افتتح مكة: ' أي أبويه أحدث به عهدا؟ '، قيل له: أمك آمنة بنت وهب بن عبد مناف، قال: ' حتى أستغفر لها، فقد استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك '، فهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فأنزل الله عز وجل: * (ما كان للنبي) *، يعني ما ينبغي للنبي * (والذين ءامنوا أن يستغفروا للمشركين) * * (ولو كانوا أولي قربى من بعد ما) * كانوا كافرين ف * (تبين لهم أنهم أصحب الجحيم) * [آية: 113] حين ماتوا على الكفر، نزلت في محمد صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب، عليه السلام.
فقد استغفر إبراهيم لأبيه وكان كافرا، فبين الله كيف كانت هذه الآية، فقال: * (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه) *، وذلك أنه كان وعد أباه أن يستغفر له، فلذلك استغفر له، * (فلما تبين له) * لإبراهيم * (أنه عدو لله) * حين مات كافرا، لم يستغفر له، و * (تبرأ منه إن إبراهيم لأوه) *، يعني لموقن بلغة الحبشة، * (حليم) * [آية: 114]، يعنى تقي زكي.
* (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) *، وذلك أن الله أنزل فرائض، فعمل بها المؤمنون، ثم أنزل بعدما نسخ به الأمر الأول فحولهم إليه، وقد غاب أناس لم يبلغهم ذلك، فيعملوا بالناسخ بعد النسخ، وذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا نبي الله، كنا عندك والخمر حلال، والقبلة إلى بيت المقدس، ثم غبنا عنك، فحولت القبلة ولم نشعر بها، فصلينا إليها بعد التحويل والتحريم، وقالوا: ما ترى يا رسول الله، فأنزل الله عز وجل: * (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) * المعاصي، يقول: ما كان الله ليترك قوما حتى يبين لهم ما يتقون حين رجعوا من الغيبة، وما يتقون من المعاصي، * (إن الله بكل شيء عليم) * [آية: 115] من أمرهم بنسخ ما يشاء من القرآن، فيجعله منسوخا ويقر ما يشاء فلا ينسخه.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»