تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٧٢
حارثة حسن إسلامه، فبعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة يعلمهم القرآن، وهو علم عبد الله بن مسعود، لقنه القرآن.
* (أفمن أسس بنينه) *، يعنى مسجد قباء، * (على تقوى من الله ورضون) *، يقول: مما يراد فيه من الخير ورضى الرب، * (خير أم من أسس بنيانه) * أصل بنيانه * (على شفا جرف) *، يعني على حرف ليس له أصل، * (هار) *، يعني وقع، * (فانهار به) * فجر به القواعد، * (في نار جهنم) *، يقول: صار البناء إلى نار جهنم، * (والله لا يهدى القوم الظالمين) * [آية: 109].
فلما فرغ القوم من بناء المسجد استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في القيام في ذلك المسجد، وجاء أهل مسجد قباء، فقالوا: يا رسول الله، إنا نحب أن تأتي مسجدنا فتصلى فيه حتى نقتدي بصلاتك، فمشى رسول الله في نفر من أصحابه وهو يريد مسجد قباء، فبلغ ذلك المنافقون، فخرجوا يتلقونه، فلما بلغ المنتصف، نزل جبريل بهذه ا ' لآية: * (أفمن أسس بنينه على تقوى من الله ورضوان خير) *، يعني أهل مسجد قباء، * (أم من أسس بنينه على شفاء جرف) *، فلما قالها جرف نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، حتى تهور في السابعة، فكاد يغشى على النبي صلى الله عليه وسلم، وأسرع الرجوع إلى موضعه، وجاء المنافقون يعتذرون بعد ذلك، فقبل علانيتهم، ووكل أثرهم إلى الله عز وجل.
فقال الله: * (لا يزال بنينهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم) *، يعني حسرة وحزازة في قلوبهم؛ لأنهم ندموا على بنائه، * (إلا أن تقطع قلوبهم) * يعني حتى الممات، * (والله عليم حكيم) * [آية: 110] فبعث النبي [صلى الله عليه وسلم] عمار بن ياسر، ووحشي مولى المطعم بن عدي ، فحزفاه فخسف به في نار جهنم، وأمر أن يتخذ كناسة ويلقى فيه الجيف، وكان مسجد قباء في بنى بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بأيام.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»