تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٣٥٢
السلام، بالآيات إلى قومهم، كل هذا من قول هؤلاء النفر، كما أرسل موسى، وعيسى، وداود، وسليمان عليهم السلام، بالآيات والعجائب.
يقول الله عز وجل: * (ما ءامنت) * يقول: ما صدقت بالآيات * (قبلهم) * يعنى قبل كفار مكة * (من قرية أهلكناها) * بالعذاب في الدنيا، يعنى كفار الأمم الخالية * (أفهم يؤمنون) * [آية: 6] يعنى كفار مكة أفهم يصدقون بالآيات، فقد كذبت بها الأمم الخالية من قبلهم، بأنهم لا يصدقون، ثم قالوا في الفرقان: * (أهذا الذي بعث الله رسولا) * [الفرقان: 41] يأكل ويشرب وترك الملائكة فلم يرسلهم.
تفسير سورة الأنبياء من الآية: [7 - 15].
فأنزل الله عز وجل في قولهم: * (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا) * يا معشر كفار مكة * (أهل الذكر) * يعنى مؤمني أهل التوراة * (إن كنتم لا تعلمون) * [آية: 7] إن الرسل كانوا من البشر فسيخبرونكم أن الله عز وجل ما بعث رسولا إلا من البشر، ونزل في قولهم: * (أهذا الذي بعث الله رسولا) * يأكل ويشرب ويترك الملائكة فلا يرسلهم.
فقال سبحانه: * (وما جعلناهم جسدا) * يعنى الأنبياء، عليهم السلام، والجسد الذي ليس فيه روح، كقوله سبحانه: * (عجلا جسدا) * [طه: 88] * (لا يأكلون الطعام) * ولا يشربون ولكن جعلناهم جسدا فيها أرواح، يأكلون الطعام، ويذوقون الموت، وذلك قوله سبحانه: * (وما كانوا خالدين) * [آية: 8] في الدنيا.
* (ثم صدقناهم الوعد) * يعنى الرسل الوعد، يعنى العذاب في الدنيا إلى قومهم * (فأنجيناهم) * يعنى الرسل من العذاب * (ومن نشاء) * من المؤمنين * (وأهلكنا المسرفين) * [آية: 9] يقول: وعذبنا المشركين في الدنيا، قال أبو محمد: قال أبو العباس
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»