تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٤٥
* (ولما بلغ أشده) *، يعنى ثماني عشرة سنة، * (ءاتينه حكما) *، يقول: أعطيناه فهما، * (وعلما وكذلك نجزي المحسنين) * [آية: 22]، يعنى وهكذا نجزي المخلصين بالفهم والعلم.
* (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب) * على نفسها وعلى يوسف في أمر الجماع، * (وقالت هيت لك) *، يعني هلم لك نفسي، تريد المرأة الجماع، فغلبته بالكلام، * (قال معاذ الله) *، يعني أعوذ بالله، * (إنه ربي أحسن مثواي) *، يقول: إنه سيدي، يعني زوجها، أكرم مثواي، يعني منزلتي، * (إنه لا يفلح) *، يعنى لا يفوز * (الظالمون) * [آية: 23] إن ظلمته في أهله، وألقى عليها شهوة أربعين إنسانا.
* (ولقد همت به) *، يقول: همت المرأة بيوسف حتى استلقت للجماع، * (وهم بها) * يوسف حين حل سراويله وجلس بين رجليها، * (لولا أن رءا برهان ربه) *، يعنى آية ربه لواقعها، والبرهان مثل له يعقوب عاض على إصبعه، فلما رأى ذلك، ولي دبرا واتبعته المرأة، * (كذلك) *، يعنى هكذا، * (لنصرف عنه السوء) *، يعنى الإثم، * (والفحشاء) *، يعنى المعاصي، * (إنه من عبادنا المخلصين) * [آية: 24] بالنبوة والرسالة، نظيرها: * (إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار) * [ص: 46]، يعنى بالنبوة.
* (واستبقا الباب) *، يوسف أمامها هارب منها، وهي ورائه تتبعه لتحبسه على نفسها، فأدركته قبل أن ينتهي إلى الباب، * (وقدت قميصه من دبر) *، يقول: فمزقت قميصه من ورائه حتى سقط القميص عن يوسف، * (وألفيا) *، يقول: وجدا، كقوله:
* (ألفينا عليه آباءنا) * [البقرة: 170]، يعنى وجدا * (سيدها) *، يعنى زوجها، * (لدا الباب) *، يعنى عند الباب ومعه ابن عمها يملخا بن أزليخا، * (قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا) *، يعنى الزنا، * (إلا أن يسجن) * حبسا في نصب، * (أو عذاب أليم) * [آية: 25]، يعنى ضربا وجيعا.
* (قال) * يوسف للزوج * (هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها) *
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»