تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٩٧
ثم بين لهم أي شهر يصومون، فقال عز وجل: * (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان) *، من اللوح المحفوظ في عشرين شهرا، وأنزل به جبريل، عليه السلام، عشرين سنة، ثم قال سبحانه: * (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) *، يعني في الدين من الشبهة والضلالة، نظيرها في آل عمران [الآية: 4]: * (وأنزل الفرقان) *، يعني المخرج من الشبهات، * (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) *، فواجب عليه الصيام، ولا يطعم، * (ومن كان) * منكم * (مريضا أو على سفر) *، فلم يصم، فإذا برئ المريض من مرضه، * (فعدة) * فليصم عدة * (من أيام أخر) *، إن شاء صام متتابعا، وإن شاء متقطعا، وهكذا المسافر، * (يريد الله بكم اليسر) *، يعني الرفق في أمر دينكم حين رخص للمريض والمسافر في الفطر، * (ولا يريد بكم العسر) *، يعني الضيق في الدين، فلو لم يرخص للمريض والمسافر، كان عسرا، ثم قال عز وجل:
* (ولتكملوا العدة) * يعني تمام الأيام المعدودات، * (ولتكبروا) *، يعني لكي تعظموا * (الله على ما هداكم) * من أمر دينه، * (ولعلكم) *، يعني لكي، * (تشكرون) * [آية: 185] ربكم في هذه النعم إذ هداكم لأمر دينه.
تفسير سورة البقرة آية [186] ثم قال سبحانه: * (وإذا سألك عبادي عني) *، وذلك أنه كان في الصوم الأول أن الرجل إذا صلى العشاء الآخرة، أو نام قبل أن يصليها، حرم عليه الطعام والشراب والجماع، كما يحرم بالنهار على الصائم، ثم إن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، صلى العشاء الآخرة، ثم جامع امرأته، فلما فرغ ندم وبكا، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: يا نبي الله، إني أعتذر إلى الله عز وجل، ثم إليك من نفسي هذه الخاطئة واقعت أهلي بعد الصلاة، فهل تجد لي رخصة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ' لم تك جديرا بذلك يا عمر '، فرجع حزينا، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم صرمة بن أنس بن صرمة بن مالك، من بني
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»