تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٧٧
* (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس) * يقولون: يثوبون إليه في كل عام ليقضوا منه وطرا، ثم قال: * (وأمنا) * لمن دخله وعاذ به في الجاهلية، ومن أصاب اليوم حدا ثم لجأ إليه أمن فيه حتى يخرج من الحرم، ثم يقام عليه ما أحل بنفسه، ثم قال: * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) *، يعني صلاة، ولم يؤمروا بمسحه ولا تقبيله، وذلك أنه كان ثلاثمائة وستون صنما في الكعبة، فكسرها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: * (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي) * من الأوثان، فلا تذرا حوله صنما ولا وثنا، يعني حول البيت * (للطائفين) * بالبيت من غير أهل مكة، * (والعاكفين) *، يعني أهل مكة مقيمين بها، * (والركع السجود) * [آية: 125] في الصلوات.
تفسير سورة البقرة آية [126] * (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا) *، يعني مكة، فقال الله عز وجل: نعم، فحرمه من الخوف، * (وارزق أهله) * من المقيمين بمكة، * (من الثمرات من آمن منهم بالله) *، يعني من صدق منهم بالله * (واليوم الآخر) * وصدق بالله أنه واحد لا شريك له، وصدق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، فأما مكة، فجعلها الله أمنا، وأما الرزق، فإن إبراهيم اختص بمسائلته الرزق للمؤمنين، * (قال ومن كفر فأمتعه) *، أي قال الله عز وجل: والذين كفروا أرزقهم أيضا مع الذين آمنوا، ولكنها لهم متعة من الدنيا، * (قليلا ثم أضطره) * ألجئه إن مات على كفره * (إلى عذاب النار وبئس المصير) * [آية:
126].
تفسير سورة البقرة من آية [127 - 129]
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»