تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٤٠٨
* (وألقي السحرة ساجدين) * [آية: 120] لله.
* (قالوا آمنا برب العالمين) * [آية: 121]، قال السحرة: آمنا ب * (رب موسى وهارون) * [آية: 122]، فبهت فرعون لردهم عليه.
و * (قال فرعون) * للسحرة، * (آمنتم به) *، يعني صدقتم بموسى، * (قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة) *، يقول: إن هذا الإيمان لقول قلتموه في المدينة، يعني في أهل مصر في متابعتكم إياه، وذلك أن موسى قال للساحر الأكبر، واسمه شمعون:
أتؤمن لي إن غلبتك؟ قال: لآتين بسحر لا يغلبه سحرك، ولئن غلبتني لأؤمن لك، وفرعون ينظر، فمن ثم قال فرعون: * (لتخرجوا منها أهلها) *، من أرض مصر، يعني موسى، وهارون، وشمعون رئيس السحرة، * (فسوف تعلمون) * [آية: 123] فأوعدهم.
* (لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف) *، يعني اليد اليمنى والرجل اليسرى، أو الرجل اليمنى واليد اليسرى، * (ثم لأصلبنكم أجمعين) * [آية: 124].
فرد السحرة على فرعون، * (قالوا إنا إلى ربنا منقلبون) * [آية: 125]، يعني راجعين.
* (وما تنقم) *، يعني وما نقمت * (منا إلا أن آمنا بآيات ربنا) *، يعني صدقنا باليد والعصا آيتان من ربنا، * (لما جاءتنا) *، ثم قالوا: * (ربنا أفرغ علينا) *، يعني ألقى علينا * (صبرا) * عند القطع والصلب، * (وتوفنا مسلمين) * [آية: 126]، يعني مخلصين لله حتى لا يردنا البلاء عن ديننا، فصلبهم فرعون من يومه، فكانوا أول النهار سحرة كفارا، وآخر النهار شهداء مسلمين لما آمنت السحرة لموسى.
* (وقال الملأ) *، يعني الأشراف * (من قوم فرعون أتذر موسى وقومه) *، بني إسرائيل قد آمنوا بموسى، * (ليفسدوا في الأرض) *، يعني مصر، يعني بالفساد أن يقتل أبناءكم، ويستحيى نساءكم، يعني ويترك بناتكم كما فعلتم بقومه يفعله بكم، نظيرها في حم المؤمن، * (ويذرك وآلهتك) *، يعني ويترك عبادتك، * (قال) * فرعون عند ذلك:
* (سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم) *، يعني بناتهم، * (وإنا فوقهم قاهرون) * [آية: 127]
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»