تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٤٥
أمره عن سفلة اليهود، وكانت للرؤساء منهم مأكلة في كل عام من زرعهم وثمارهم، ولو تابعوا محمدا صلى الله عليه وسلم لحبست تلك المأكلة عنهم، فقال الله لهم: * (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) *، يعني بكتمان بعث محمد صلى الله عليه وسلم عرضا قليلا من الدنيالا مما تصيبون من سفلة اليهود، ثم خوفهم * (وإياي فاتقون) * [آية: 41] في محمد، فمن كذب به فله النار.
تفسير سورة البقرة آية [42] ثم قال لليهود: * (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق) *، وذلك أن اليهود يقرون ببعض أمر محمد ويكتمون بعضا ليصدقوا في ذلك، فقال الله عز وجل: ولا تخلطوا الحق بالباطل، نظيرها في آل عمران والأنعام: * (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) * [الأنعام: 82]، يعني ولم يخلطوا بشرك * (وتكتموا الحق) *، أي ولا تكتموا أمر محمد صلى الله عليه وسلم * (وأنتم تعلمون) * [آية: 42] أن محمدا نبي ونعته في التوراة تفسير سورة البقرة آية [43] وقال لليهود: * (وأقيموا الصلاة) * في مواقيتها * (وآتوا الزكاة) *، يعني وأعطوا الزكاة من أموالكم، * (واركعوا مع الراكعين) * [آية: 43]، يعني اليهود صلوا مع المصلين، يعني مع المؤمنين من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تفسير سورة البقرة من آية [44 - 46] * (أتأمرون الناس بالبر) *، وذلك أن اليهود قالوا لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إن محمدا حق فاتبعوه ترشدوا، فقال الله عز وجل لليهود: * (وتنسون أنفسكم) *، يعني أصحاب محمد، * (وتنسون أنفسكم) *، يقول: وتتركون أنفسكم فلا تتبعوه، * (وأنتم تتلون الكتاب) *، يعني التوراة فيها بيان أمر محمد ونعته، * (أفلا تعقلون) * [آية: 44] أنتم فتتبعونه.
ثم قال: * (واستعينوا) * على طلب الآخرة * (بالصبر) * على الفرائض، * (والصلاة) * الخمس حافظوا عليها في مواقيتها، * (وإنها لكبيرة) *، يعني حين صرفت القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة، فكبر ذلك على اليهود منهم، جدي بن أخطب،
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»