تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٣٦
يكره الكافر القرآن، فالموت خير له من الكفر بالله عز وجل والقرآن، * (والله محيط بالكافرين) * [آية: 19]، يعني أحاطه علمه بالكافرين.
تفسير سورة البقرة آية [20] ثم قال سبحانه: * (يكاد البرق) * الذي في المطر * (يخطف أبصارهم) *، يعني يذهب بأبصارهم من شدة نوره، يقول سبحانه: مثل الإيمان إذا تكلم به المنافق مثل نور البرق الذي يكاد أن يذهب بأبصارهم، * (كلما أضاء لهم) * البرق * (مشوا فيه) *، يقول: كلما تكلموا يالإيمان مضوا فيه، يقول: ويضئ لهم نورا يهتدون به، * (وإذا أظلم عليهم) * البرق، أي ذهب ضوءه، * (قاموا) * في ظلمة لا يبصرون الهدى، * (ولو شاء الله لذهب بسمعهم) * فلا يسمعون * (وأبصارهم) * فلا يرون أبدا عقوبة لهم، * (إن الله على كل شيء قدير) * [آية: 20] من ذلك وغيره.
تفسير سورة البقرة من آية [21 - 22] * (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) *، يعني المنافقين واليهود وحدوا ربكم، * (الذي خلقكم) * ولم تكونوا شيئا، * (والذين من قبلكم) * من الأمم الخالية * (لعلكم) *، يعني لكي * (تتقون) * [آية: 21] الشرك وتوحدوا الله عز وجل إذا تفكرتم في خلقكم وخلق الذين من قبلكم، ثم دل على نفسه بصنعه ليوحدوه وذكرهم النعم، فقال سبحانه: اعبدوا ربكم * (الذي جعل لكم الأرض فراشا) *، يعني بساطا، * (والسماء بناء) *، يعني سقفا، * (وأنزل من السماء ماء) *، يعني المطر، * ( فأخرج به) *، يقول:
فأخرج بالمطر من الأرض أنواعا * (من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا) *، يقول: لا تجعلوا مع الله شركاء، * (وأنتم تعلمون) * [آية: 22] أن هذا الذي ذكر كله من صنعه، فكيف تعبدون غيره؟.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»