الناسخ والمنسوخ - السدوسي - الصفحة ٦
ما فيه إلى كتاب آخر، فهذا لم يغير المنسوخ منه انما صار نظيرا له، أي نسخة ثانية منه. وهذا النسخ لا يدخل في النسخ الذي هو موضوع بحثنا.
والثاني أن يكون مأخوذا من قول العرب: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وحلت محله، وهذا المعنى هو الذي يدخل في موضوع ناسخ القرآن ومنسوخه.
والثالث أن يكون مأخوذا من قول العرب: نسخت الريح الآثار، إذا أزالتها فلم يبق منها عوض ولا حلت الريح محل الآثار.
هذا هو معنى السنخ في اللغة.
أما النسخ في الاصطلاح فهو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر. فالحكم المرفوع يسمى (المنسوخ)، والدليل الرافع يسمى (الناسخ) ويسمى الرفع (النسخ).
فعملية النسخ على هذا تقتضي منسوخا وهو الحكم الذي كان مقررا سابقا، وتقتضي ناسخا، وهو الدليل اللاحق (1).
ثانيا:
أين يقع النسخ؟:
لا يقع النسخ الا في الامر والنهى ولو بلفظ الخبر، أما الخبر الذي ليس بمعنى الطلب فلا يدخله النسخ ومنه الوعد والوعيد.

(١) ينظر في معنى النسخ: مقاييس اللغة ٥ / ٤٢٤ الايضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ٤١، مفردات الراغب ٥١١، الاعتبار للحازمي 5، اللسان والتاج (نسخ).
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست