وعلى كل حال فإن هذه القصة - بعد الإسلام - تناقلتها أقلام مؤرخي الشرق والغرب... وأحيانا مع أغصان وأوراق إضافية.
3 5 - لم ذكرت قصة يوسف في مكان واحد على خلاف قصص سائر الأنبياء؟!
إن من خصائص قصة يوسف البارزة أن هذه القصة ذكرت في مكان واحد من القرآن، على خلاف قصص الأنبياء التي ذكرت على شكل فصول مستقلة في سور متعددة من القرآن.
والحكمة في ذلك تعود إلى أن تفكيك فصول هذه القصة مع ملاحظة وضعها الخاص يفقدها ترابطها وانسجامها، فلهذا ينبغي أن تذكر كاملة في مكان واحد للحصول على النتيجة المتوخاة وعلى سبيل المثال فان الرؤيا وما ذكره أبوه من تعبير في أول هذه السورة يفقد معناه دون ذكر نهايتها.
لذلك نقرأ في أواخر هذه السورة، حين جاء يعقوب وإخوة يوسف إلى مصر وخروا له سجدا قال يوسف ملتفتا إلى أبيه: يا أبت هذا تأويل رؤياي قد جعلها ربي حقا (1).
هذا النموذج يوضح الارتباط الوثيق بين بداية السورة ونهايتها، في حين أن قصص الأنبياء الآخرين ليست على هذه الشاكلة، ويمكن درك كل واحدة من خلال فصولها.
والخصيصة الأخرى خصائص هذه السورة هي أن قصص الأنبياء التي وردت في السور الأخرى من القرآن تبين عادة مواجهة الأنبياء لقومهم المعاندين والطغاة، ثم تنتهي الحالة إلى إيمان جماعة بالأنبياء ومخالفة جماعة أخرى لهم واستحقاقهم عذاب الله وعقابه.