تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٨٢
صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * (2) * إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم * (3) * إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون * (4) * ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم * (5) * يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق) * بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهلة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين * (6) * واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون * (7) * فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم * (8) * وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين * (9) * إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون * (10) * يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم
____________________
صوت النبي) إذا خاطبتموه (ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض) فإنه ليس كأحدكم وكرر نداءهم لمزيد التذكير وإيذانا باستقلال المنادى له والاهتمام به (أن تحبط أعمالكم) علة للنهيين أي مخافة حبوطها (وأنتم لا تشعرون) بذلك (إن الذين يغضون) يخفضون (أصواتهم عند رسول الله) إجلالا له (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) اختبرها وجبرها للتقوى إذ الامتحان سبب للمعرفة فوضع موضعها أو ضربها بمحن التكاليف لتظهر منهم التقوى بصبرهم عليها (لهم مغفرة) لذنوبهم (وأجر عظيم) بطاعتهم (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) يا محمد اخرج إلينا (أكثرهم لا يعقلون) إخلالهم برعاية الأدب وتوقير منصب النبوة (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان) الصبر (خيرا لهم) في دينهم بنيل الثواب ودنياهم بأن يوصفوا بالعقل والأدب (والله غفور رحيم) لمن تاب منهم (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا (1)) اطلبوا بيان صدقه وكذبه (أن تصيبوا) كراهة إصابتكم (قوما بجهالة) جاهلين أمرهم (فتصبحوا على ما فعلتم) من الخطايا بالإصابة (نادمين واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر) الذي تريدون أن يتبع رأيكم فيه (لعنتم) لوقعتم في العنت والمشقة (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر) جحود الحق (والفسوق) الخروج عن القصد (والعصيان) ضد الإطاعة (أولئك) المستثنون (هم الراشدون) المهتدون إلى كل خير (فضلا من الله ونعمة) علة ل حبب، وكره وما بينهما اعتراض (والله عليم) بأحوالهم (حكيم) في تدبيرهم (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) جمع باعتبار المعنى (فأصلحوا بينهما) بما فيه رضا الله (فإن بغت) تعدت (إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله) ترجع إلى حكمه (فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل) قيد به الإصلاح الواقع بعد القتال لأنه مظنة الحيف (وأقسطوا) اعدلوا في كل أمر (إن الله يحب المقسطين) يرضى فعلهم ويصيبهم عليه (إنما المؤمنون إخوة) في الدين (فأصلحوا بين أخويكم) إذا تخاصما والتنبيه بحسب الأغلب (واتقوا الله) في جميع الأمور (لعلكم ترحمون) بتقواكم (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم) رجال منكم...

(1) فتثبتوا.
(٤٨٢)
مفاتيح البحث: الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»