تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٨٠
السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا * (18) * ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما * (19) * وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما * (20) * وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شئ قديرا * (21) * ولو قتلكم الذين كفروا لولوا الأدبر ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا * (22) * سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا * (23) * وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا * (24) * هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما * (25) * إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شئ عليما * (26) *
____________________
(فأنزل السكينة) الطمأنينة عليهم (وأثابهم فتحا قريبا) فتح خيبر بعد عودهم من الحديبية (ومغانم كثيرة يأخذونها) من خيبر (وكان الله عزيزا) غالبا (حكيما) في تدبيره (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها) من الفتوح إلى يوم القيامة (فعجل لكم هذه) أي غنيمة خيبر (وكف أيدي الناس عنكم) أيدي أهل خيبر وخلفائهم كأسد وغطفان أو أيدي قريش بالصلح (ولتكون) هذه المعجلة أو الكفة (آية للمؤمنين) على صدق الرسول في وعدهم فتح خيبر وإصابتهم غنائمها (ويهديكم صراطا مستقيما) يثبتكم أو يزيدكم بصيرة (وأخرى) أي وعدكم مغانم أخرى (لم تقدروا عليها) هي غنائم فارس والروم أو هوازن (قد أحاط الله بها) علما أنها ستصير إليكم (وكان الله على كل شئ) من فتح وغيره (قديرا ولو قاتلكم الذين كفروا) من قريش بالحديبية (لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا) يحفظهم (ولا نصيرا) يعينهم (سنة الله التي قد خلت من قبل) أي سن نصر أوليائه على أعدائه سنة قديمة في الأمم (ولن تجد لسنة الله تبديلا) تغييرا (وهو الذي كف أيديهم عنكم) بالرعب (وأيديكم عنهم) بالنهي (ببطن مكة) في داخلها أو بالحديبية (من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون (1) بصيرا هم الذين كفروا وصدوكم) بالحديبية (عن المسجد الحرام) أن تطوفوا فيه للعمرة (والهدي) وصدوا الهدي (معكوفا) حال أي محبوسا (أن يبلغ محله) مكانه المعهود لنحره وهو مكة لأنها منحر العمرة كما أن منى منحر الحج وفي الصد ينحر حيث يصد كما فعل (صلى الله عليه وآله وسلم) (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم) بأعيانهم لاختلاطهم بالكفار (أن تطئوهم) تهلكوهم لو أذن لكم (فتصيبكم منهم معرة) تبعة كلزوم الدية والكفارة أو إثم بترك الفحص عنهم (بغير علم) متعلق بتطؤهم وجواب لولا محذوف أي لما كف أيديكم عنهم (ليدخل الله في رحمته من يشاء) من المؤمنين ومن أسلم بعد الصلح من المشركين (لو تزيلوا) تميزوا عن الكفار (لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما) بالقتل والسبي (إذ جعل) ظرف لعذبنا أو لأذكر مقدر (الذين كفروا في قلوبهم الحمية) الأنفة (حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها) من غيرهم أو أحقاء بها (وأهلها وكان الله بكل شئ عليما) فيعلم أنهم أهلها

(1) يعلمون.
(٤٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 ... » »»