تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٨٤
وكانوا عنها غافلين * (146) * والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون * (147) * واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين * (148) * ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين * (149) * ولما رجع موسى إلى قومه غضبن أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين * (150) * قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين * (151) * إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزى المفترين * (152) * والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم * (153) * ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون * (154) * واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا
____________________
وكانوا عنها غافلين) بسبب تكذيبهم بها وإعراضهم عنها (والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) البعث وما يتبعه (حبطت أعمالهم هل) ما (يجزون إلا ما كانوا يعملون) إلا جزاء عملهم (واتخذ قوم موسى (1) من بعده) بعد ذهابه للمناجاة (من حليهم عجلا جسدا) من ذهب لا روح فيه (له خوار) صوت قيل لما صاغه السامري ألقى في فمه من تراب أثر فرس جبرئيل فصار حيا وقيل احتال لدخول الريح جوفه فصوت (ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا) فكيف يتخذونه إلها (اتخذوه) إلها (وكانوا ظالمين) باتخاذه واضعين للعبادة في غير موضعها (ولما سقط في أيديهم) ندموا إذ النادم يعض يده فيصير مسقوطا فيها (ورأوا) علموا (أنهم قد ضلوا) بعبادة العجل (قالوا لئن لم يرحمنا ربنا (2)) بقبول التوبة (ويغفر (3) لنا) ذنبنا (لنكونن من الخاسرين ولما رجع موسى (1) إلى قومه غضبان أسفا) حزينا أو شديد الغضب (قال بئسما (4) خلفتموني من بعدي (5) أعجلتم أمر ربكم) وعده الذي وعدنيه من الأربعين فلم تصبروا وقدرتم موتي وأشركتم (وألقى (6) الألواح) ألواح التوراة غضبا لله وحمية للدين فمنها ما تكسر ومنها ما بقي ومنها ما ارتفع (وأخذ برأس أخيه) بذؤابته ولحيته (يجره إليه) غضبا إلى قومه كما يفعل الغضبان بنفسه أو سحبه معه حتى ينزل بهم العذاب (قال ابن أم (7)) بفتح الميم وكسرها وذكر الأم استعطافا واستبعادا للعداوة بين بني أم واحدة وكان الأب واحد (إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) لشدة إنكاري عليهم (فلا تشمت بي الأعداء) لا تسرهم بأن تفعل بي ما ظاهره الإهانة (ولا تجعلني مع القوم الظالمين) بعبادة العجل أي من جملتهم في إظهار الغضب علي (قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك) بالإنعام علينا (وأنت أرحم الراحمين) أرحم منا بأنفسنا (إن الذين اتخذوا العجل) إلها (سينالهم غضب من ربهم) عذاب الآخرة أو أمرهم بقتل أنفسهم (وذلة في الحياة الدنيا (8)) الجلاء أو الجزية (وكذلك) الجزاء (نجزي المفترين) على الله بالإشراك وغيره (والذين عملوا السيئات) من شرك وغيره (ثم تابوا) عنها (من بعدها وآمنوا) واستقاموا على الإيمان (إن ربك من بعدها) بعد التوبة (لغفور) لهم (رحيم) بهم (ولما سكت) سكن (عن موسى الغضب أخذ الألواح) التي ألقاها (وفي نسختها) فيما نسخ فيها أي كتب (هدى) بيان للحق (ورحمة) دعاء إلى الخير (للذين هم لربهم يرهبون) يخشون (واختار موسى (1) قومه) أي من قومه (سبعين رجلا لميقاتا.

(1) موسى: بكسر السين بعدها ياء.
(2) ترحمنا ربنا: بتشديد الباء بالفتح.
(3) وتغفر.
(4) بيسما.
(5) بعدى: بفتح آخره.
(6) وألقى بكسر القاف بعدها ياء.
(7) أم بكسر الميم المشددة.
(8) الدنى بكسر الياء بعدها ياء.
(١٨٤)
مفاتيح البحث: الخسران (1)، الغضب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»