تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٠٢
وليمحص ما في قلوبكم والله عليم) * بذات الصدور * (154) * إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم * (155) * يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير * (156) * ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون * (157) * ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون * (158) * فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين * (159) * إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون * (160) * وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون * (161) * أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير * (162) * هم درجت
____________________
يد أحدنا فيأخذه (يغشى (1)) النعاس وقرئ بالتاء أي الأمنة (طائفة منكم) خلص المؤمنين (وطائفة) هم المنافقين (قد أهمتهم أنفسهم) ما بهم إلا هم خلاص أنفسهم (يظنون بالله) صفة أخرى لطائفة أو حال أو استيناف (غير) الظن (الحق) الذي يجب أن يظن به (ظن الجاهلية) بدل (يقولون) للرسول (هل لنا من الأمر) أمر الله أي النصر والفتح (من شئ) نصيب (قل إن الأمر كله (2) لله) النصر أو مطلقا لله وأوليائه (يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك) يظهرون أنهم مسترشدون ويبطنون النفاق (يقولون) في أنفسهم أو بعضهم لبعض (لو كان لنا من الأمر) النصر الموعود به (شئ) أو كان لنا اختياره (ما قلنا هاهنا) لما غلبنا وقتل أصحابنا هنا (قل لو كنتم في بيوتكم (3) لبرز الذين كتب عليهم (4) القتل) في علم الله (إلى مضاجعهم) مصارعهم ليكون ما علم كونه و (ليبتلي الله ما في صدوركم) من الإخلاص علة لمحذوف أي فعل ذلك ليبتلي أو عطف على محذوف أي برزوا لمصالح وللابتلاء (وليمحص ما في قلوبكم) ليخلصه من الشك (والله عليم بذات الصدور) بأسرارها قبل ظهورها وفيه وعد ووعيد (إن الذين تولوا) انهزموا (منكم يوم التقى الجمعان) يوم أحد (إنما استزلهم) حملهم على الزلة (الشيطان ببعض ما كسبوا) أي كان انهزامهم بسبب ترك المركز والميل إلى الغنيمة بتسويل الشيطان أو بسبب ذنوب قدموها والذنب يجر إلى الذنب كالطاعة (ولقد عفا الله عنهم) لتوبتهم (إن الله غفور) للذنوب (حليم) لا يعجل العقاب (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا) أي المنافقين (وقالوا لإخوانهم) لأجلهم وإخوتهم في النسب أو المذهب (إذا ضربوا) سافروا (في الأرض) لتجارة ونحوها (أو كانوا غزى) جمع غاز (لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا) مقول قالوا (ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم) متعلق بقالوا واللام للعاقبة (والله يحيي ويميت) لا الحضر والسفر (والله بما تعملون (5) بصير ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم (6)) في سبيله (لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون (7)) من منافع الدنيا لو لم يموتوا (ولئن متم أو قتلتم لألى الله تحشرون) لا غيره فيعظم أجركم (فبما رحمة من الله لنت لهم) ما مزيدة للتأكيد وتقديم الظرف للحصر (ولو كنت فظا) جافيا (غليظ القلب) قاسية (لانفضوا من حولك) وتفرقوا عنك (فاعف عنهم) فيما يختص بك (واستغفر لهم) فيما لله (وشاورهم في الأمر) أمر الحرب ونحوه مما لم يوح إليك تطييبا لنفوسهم وتأسيسا لسنة المشاورة للأمة (فإذا عزمت) على شئ بعد الشورى (فتوكل على الله) في إمضائه (إن الله يحب المتوكلين إن ينصركم الله) كما نصركم ببدر (فلا غالب لكم وإن يخذلكم) كما في أحد (فمن ذا الذي ينصركم (8) من بعده) بمعنى النفي (وعلى الله فليتوكل المؤمنون (9)) إذ لا ناصر سواه (وما كان

(1) تغشى بفتح التاء وكسر الشين بعدها ياء.
(2) كله بضم اللام المشددة.
(3) بيوتكم بكسر الباء.
(4) عليهم بكسر الهاء مع فتح الميم أو بضم الهاء والميم.
(5) يعملون.
(6) متم بكسر الميم.
(7) تجمعون.
(8) ينصركم بسكون الراء.
(9) المؤمنون.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»