تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٠١
كفروا يردوكم على أعقبكم فتنقلبوا خاسرين * (149) * بل الله مولاكم وهو خير الناصرين * (150) * سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطنا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين * (151) * ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين * (152) * إذ تصعدون ولا تلون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثبكم غما) * بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون * (153) * ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجهلية يقولون هل لنا من الأمر من شئ قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلى الله ما في صدوركم
____________________
والله يحب الصابرين) فينصرهم ويرضى عنهم (وما كان قولهم) مع أنهم ربانيين (إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) أضافوا الذنوب والإسراف إلى أنفسهم فاستغفروا (فآتيهم (1) الله) بما قالوا (ثواب الدنيا) النصر والغنيمة وحسن الذكر (وحسن ثواب الآخرة) الجنة والرضوان (والله يحب المحسنين) خص ثواب الآخرة بالحسن إيذانا بأنه المعتد به عنده (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين) قيل نزلت في قول المنافقين للمؤمنين عند الهزيمة ارجعوا إلى دين إخوانكم وقيل: عام في إطاعة الكفر فإنها تجر إلى موافقتهم (بل الله مولاكم) ناصركم (وهو (2) خير الناصرين) لا تحتاجون معه إلى غيره (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب (3)) قذف في قلوبهم الخوف يوم أحد فرجعوا من غير سبب (بما أشركوا بالله ما لم ينزل (4) به سلطانا) بسبب إشراكهم آلهة ليس على إشراكها حجة (ومأواهم (5) النار وبئس (6) مثوى الظالمين) أي مثواهم وعدل إلى الظاهر التعليل (ولقد صدقكم الله وعده) إياكم بالنصر بشرط الصبر والتقوى وكان كذلك حتى خالفهم الرماة (إذ تحسونهم) تبطلون حسهم بقتلهم (بإذنه) من حسه أي أبطل حسه (حتى إذا فشلتم) جبنتم وضعف رأيكم (وتنازعتم في الأمر) حين انهزم المشركون فقال بعض الرماة فما موقفنا هاهنا، وقال آخرون لا نخالف أمر النبي فلبث أميرهم في نفر دون العشرة ونفر الباقون للنهب وهو معنى (وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون) من النصر والغنيمة وحذف جواب إذا وهو ابتلاكم (منكم من يريد الدنيا (7)) وهم من أخلوا مراكزهم للغنيمة (ومنكم من يريد الآخرة) وهم من ثبتوا طاعة لأمر الرسول (ثم صرفكم) كفكم (عنهم) اذكروا عليكم فغلبوكم (ليبتليكم) ليمتحن صبركم (ولقد عفا عنكم) بعد أن عصيتم أمر الرسول (والله ذو فضل على المؤمنين (8) إذ تصعدون) تفرون وتبعدون متعلق بصرفكم أو ليبتليكم أو باذكر مقدرا (ولا تلوون (9) على أحد) لا يقف أحد لأحد (والرسول يدعوكم) ويقول إلى عباد الله (في أخراكم (10)) ساقتكم وجماعتكم الأخرى (فأثابكم غما بغم) عطف على صرفكم أي فجازاكم غما بسبب غم أذقتموه الرسول بعصيانكم له أو فجازاكم عن فشلكم وعصيانكم غما متصل بغم بالإرجاف بقتل الرسول وظفر المشركين والقتل والجرح (لكيلا (11) تحزنوا على ما فاتكم) من المنافع (ولا ما أصابكم) من المضار (والله خبير بما تعملون) عالم بأعمالكم (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة) أمنا مفعول (نعاسا) بدل عن أبي طلحة: غشينا الناس في مصافنا وكان السيف يسقط من

(1) فاتيهم الله.
(2) وهو: بسكون الهاء.
(3) الرعب: بضم العين.
(4) ينزل: بكسر الزاء مخففة.
(5) وماويهم.
(6) وبيس.
(7) الدنى.
(8) المؤمنين.
(9) تلون مكتوب بواو واحد ومقروء بالوالدين.
(10) اخريكم.
(11) لكيلا في سبعة مواضع أربة منها موصولة وثلاثة مقطوعة وهنا موصول بالاتفاق.
(١٠١)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»