تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ٣٦٨
ومنها: قصة الهدهد وما يتبعها من قصته عليه السلام مع ملكة سبأ سورة النمل الآية 20 - 44.
ومنها: الإشارة إلى كيفية موته عليه السلام كما في سورة سبأ الآية 14.
وقد أوردنا ما يخص بكل من هذه القصص من الكلام في ذيل الآيات المشيرة إليها الموضوعة في هذا الكتاب.
2 - الثناء عليه في القرآن: ورد اسمه عليه السلام في بضعة عشر موضعا من كلامه تعالى وقد أكثر الثناء عليه فسماه عبدا أو أبا قال تعالى: " نعم العبد انه أواب " ص:
30، ووصفه بالعلم والحكم قال تعالى: " ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما " الأنبياء: 79 وقال " ولقد آتينا داود وسليمان علما " النمل: 15 وقال: " وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير " النمل: 16، وعده من النبيين المهديين قال تعالى:
" وأيوب ويونس وهارون وسليمان " النساء: 163 وقال: " ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان " الانعام: 84.
3 - ذكره عليه السلام في العهد العتيق: وقعت قصته في كتاب الملوك الأول وقد أطيل فيه في حشمته وجلالة أمره وسعة ملكه ووفور ثروته وبلوغ حكمته غير أنه لم يذكر فيه شئ من قصصه المشار إليها في القرآن إلا ما ذكر أن ملكة سباء لما سمعت خبر سليمان وبناءه وبيت الرب بأورشليم وما اوتيه من الحكمة أتت إليه ومعها هدايا كثيرة فلاقتها وسألتها عن مسائل تمتحنه بها فأجاب عنها ثم رجعت (1).
قد أساء العهد العتيق القول فيه عليه السلام فذكر (2) انه عليه السلام انحرف في آخر عمره عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام فسجد لأوثان كانت تعبدها بعض أزواجه.
وذكر أن والدته كانت زوج أوريا الحتي فعشقها داود عليه السلام ففجر بها فحبلت منه فاحتال في قتل زوجها أوريا حتى قتل في بعض الحروب فضمها إلى أزواجه فحبلت منه ثانيا وولدت له سليمان.

(1) الأصحاح العاشر من الملوك الأول.
(2) الأصحاح الحادي عشر والثاني عشر من كتاب صموئيل الثاني.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست