تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ١٤٢
والشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام، لا شرقية ولا غربية ما كان يهوديا ولا نصرانيا، ونور على نور إمام بعد إمام ويهدي الله نوره من يشاء يهدي الله للأئمة عليهم السلام من يشاء.
وفي الدر المنثور أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله:
" زيتونة لا شرقية ولا غربية " قال قلب إبراهيم لا يهودي ولا نصراني.
أقول: وهو من قبيل ذكر بعض المصاديق، وقد ورد مثله من طرق الشيعة عن بعض أئمة أهل البيت عليهم السلام كما تقدم.
وفيه أخرج ابن مردويه عن انس بن مالك وبريدة قالا: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية " في بيوت أذن الله أن ترفع " فقام إليه رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال: بيوت الأنبياء فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها لبيت على وفاطمة؟ قال: نعم من افاضلها.
أقول ورواه في المجمع عنه صلى الله عليه وآله وسلم مرسلا، وروي هذا المعنى القمي في تفسيره بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام ولفظه: قال: هي بيوت الأنبياء وبيت علي عليه السلام منها. وهو على أي حال من قبيل ذكر بعض المصاديق على ما تقدم.
وفي نهج البلاغة من كلام له عليه السلام عند تلاوته " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " وإن للذكر لأهلا أخذوه من الدنيا بدلا فلم يشغلهم تجارة ولا بيع عنه يقطعون به أيام الحياة، ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين، ويأمرون بالقسط ويأتمرون به وينهون عن المنكر وينتهون عنه كأنما قطعوا الدنيا إلى الآخرة وهم فيها فشاهدوا ما وراء ذلك فكأنما أطلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه، وحققت القيامة عليهم عذابها فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس ويسمعون ما لا يسمعون.
وفي المجمع في قوله تعالى: " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع " وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام: أنهم قوم إذا حضرت الصلاة تركوا التجارة وانطلقوا إلى الصلاة وهم أعظم أجرا ممن لم يتجر.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست