تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٩٢
وفي الفقيه سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال من ذلك التمشط عند كل صلاة.
أقول: وفي معناها غيرها من الروايات.
وفي تفسير العياشي عن خيثمة بن أبي خيثمة قال: كان الحسن بن علي عليه السلام إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه. فقيل له: يا ابن رسول الله لم تلبس أجود ثيابك؟
فقال: إن الله جميل يحب الجمال فأتجمل لربي وهو يقول: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " فأحب أن ألبس أجود ثيابي.
أقول: والحديث مروي من طرق أهل السنة أيضا.
وفي الكافي بإسناده عن يونس بن إبراهيم قال: دخلت يوما على أبي عبد الله عليه السلام وعلي جبة خز وطيلسان خز فنظر إلي فقلت: جعلت فداك علي جبة خز وطيلسان خز هذا ما تقول فيه؟ فقال: لا بأس بالخز قلت: وسداه أبريسم فقال: وما بأس يا إبراهيم فقد أصيب الحسين عليه السلام وعليه جبة خز ثم ذكر عليه السلام قصة عبد الله بن عباس مع الخوارج واحتجاجه عليهم بالآيتين.
وفيه: بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي رفعه قال: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله عليه السلام وعليه أثواب كثيرة قيمة حسان فقال: والله لآتينه ولأوبخنه فدنا منه فقال: يا ابن رسول الله والله ما لبس رسول الله مثل هذا اللباس ولا علي ولا أحد من آبائك! فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في زمان قتر مقتر، وكان يأخذ لقتره وإقتاره، وإن الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها (1) وأحق أهلها بها أبرارها ثم تلا: " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " فنحن أحق من أخذ ما أعطاه الله.
يا ثوري ما ترى علي من ثوب إنما لبسته للناس ثم اجتذب بيد سفيان فجرها إليه ثم رفع الثوب الاعلى وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا، ثم قال: هذا لبسته

(1) وفي الحديث فأرسلت السماء عزاليها أي: أفراحها، والعزالي بفتح اللام وكسرها: جمع العزلاء مثل الحمراء، وهو فم المزادة: فقوله أرسلت السماء عزاليها يريد شدة وقع المطر على التشبيه بنزوله من أفواه المزادة. ومثله: " ان الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها " مجمع البحرين.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست