تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٩١
" وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد " يعني الأئمة.
أقول: الظاهر أن المراد به أئمة الجماعات، وسيجئ له معنى آخر.
وفيه: عن الحسين بن مهران عنه عليه السلام في قول الله: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال يعني الأئمة.
أقول: وهو كالحديث السابق فإن تقديم الامام زينة الصلاة ومن المستحب شرعا تقديم خيار القوم ووجوههم للامامة ويمكن أن يكون المراد بالأئمة أئمة الدين على ما سيجئ من رواية العلاء بن سيابة في آخر البحث.
وفي الدر المنثور أخرج العقيلي وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال: صلوا في نعالكم.
أقول: وروي هذا المعنى بعدة طرق أخرى عن علي وأبي هريرة وابن مسعود وشداد بن الأوس وغيرهم عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
وفيه: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: وجهني علي بن أبي طالب إلى ابن الكواء وأصحابه وعلي قميص رقيق وحلة فقالوا لي: أنت ابن عباس وتلبس مثل هذه الثياب؟ فقلت: أول ما أخاصمكم به قال الله: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده وخذوا زينتكم عند كل مسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس في العيدين بردي حبرة.
وفي الكافي بإسناده عن يحيى بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بعث أمير المؤمنين عليه السلام عبد الله بن عباس إلى ابن الكواء وأصحابه وعليه قميص رقيق وحلة فلما نظروا إليه قالوا: يا ابن عباس أنت خيرنا في أنفسنا وأنت تلبس هذا اللباس؟ فقال:
وهذا أول ما أخاصمكم فيه قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق وقال الله عز وجل: خذوا زينتكم عند كل مسجد.
وفي الكافي بإسناده عن فضالة بن أيوب في قول الله عز وجل: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال: في العيد والجمعة.
أقول: ورواه في التهذيب عن فضالة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام وروى ما في معناه العياشي في تفسيره عنه، وفي المجمع عن أبي جعفر عليه السلام.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست