تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٧٩
[قال رب أنى يكون لي غلم وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء (40) قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والأبكار (41)] أراد الله عز وجل أن يقبضه أوحى إليه أن يجعل الوصية في ولد شمعون ويأمر الحواريين وأصحاب عيسى بالقيام معه، ففعل ذلك، وعندها ملك سابور بن أردشير ثلاثين سنة حتى قتله الله، وعلم الله ونوره وتفصيل حكمته في ذرية يعقوب ابن شمعون ومعه الحواريون من أصحاب عيسى (عليه السلام)، وعند ذلك ملك بختنصر مائة سنة وسبعا وثمانين سنة، وقتل من اليهود سبعين ألف مقاتل على دم يحيى بن زكريا، وخرب بيت المقدس، وتفرقت اليهود في البلدان (1).
قال رب أنى يكون لي غلم: استبعادا من حيث العادة، أو استعظاما وتعجبا، أو استفهاما عن كيفية حدوثه.
وقد بلغني الكبر: أدركني كبر السن.
قال البيضاوي: وكان له تسع وتسعون سنة، ولا مرأته ثمان وتسعون (2).
وامر أتى عاقر: لا تلد، من العقر وهو القطع، لأنها ذات عقر من الأولاد.
قال كذلك الله يفعل ما يشاء: " كذلك الله " مبتدأ مؤخر وخبر مقدم للقرينة أي الله على مثل هذه الصفة.
و " يفعل ما يشاء " بيان له، أي ما يشاء من العجائب، وهو انشاء الولد من شيخ

(١) كمال الدين وتمام النعمة: ص 225 س 11 الباب الثاني والعشرون اتصال الوصية من لدن آدم، ح 20.
(2) أنوار التنزيل: ج 1 ص 159، في تفسير آية 40 من سورة آل عمران.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست