تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٨٨
في الموصول بظلموا ولا في ضميره، ولا في الإشارة إليه.
وذكر الولدان، إن أريد به المماليك فظاهر، وإن أريد به الصبيان فللمبالغة في الامر، والاشعار بأنهم على صدد وجوب الهجرة، فإنهم إذا بلغوا وقدروا على الهجرة، فلا محيص لهم عنها، وإن قوامهم يجب عليهم أن يهاجروا بهم متى أمكنت.
لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا: صفة للمستضعفين، إذ لا توقيت فيه، أو حال عنه، أو عن المستكن فيه.
واستطاعة الحيلة، قدرة وجدان أسباب دفع الكفر. واهتداء السبيل، وجدان سبيل الايمان بنفسه أو بدليل.
في كتاب معاني الأخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال:
حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، وفضالة بن أيوب جميعا، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله (عز وجل): " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " فقال " هو الذي لا يستطيع الكفر فيكفر، ولا يهتدي سبيل الايمان فيؤمن.
والصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان، مرفوع عنهم القلم (1).
قوله: " هو الذي لا يستطيع الكفر " يعني ليس له من العقل ما به يطلع على الكفر، فيكفر أو يدفعه عن نفسه.
وبإسناده إلى سالم بن مكرم الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن قوله (عز وجل): " إلا سالم بن مكرم الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن قوله (عز وجل): " إلا المستضعفين " إلى قوله " سبيلا " فقال: لا يستطيعون حيلة إلى النصب، فينصبون، ولا يهتدون، سبيلا الحق فيدخلون فيه. وهؤلاء يدخلون الجنة بأعمال حسنة وباجتناب المحارم التي نهى الله (عز وجل) عنها، ولا ينالون منازل الأبرار (2).
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله) قال: حدثنا الحسين

(١) و (٢) معاني الأخبار: ص 201، باب معنى المستضعف ح 4 و 5.
(٥٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 583 584 585 586 587 588 589 590 591 592 593 ... » »»
الفهرست