تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٨٢
عليه وآله وسلم) يوم تبوك، وعذر الله اولي الضرر، وهو عبد الله بن أم مكتوم، قال:
رواه أبو حمزة الثمالي في تفسيره (1).
وفي عوالي اللآلئ: روى زيد بن ثابت أنه لم يكن في آية نفي المساواة بين المجاهدين والقاعدين استثناء " غير اولي الضرر " فجاء ابن أم مكتوم وكان أعمى وهو يبكي، فقال: يا رسول الله كيف لمن لا يستطيع الجهاد؟ فغشيه الوحي ثانيا، ثم سرى عنه فقال: اقرأ " غير اولي الضرر " فألحقتها، والذي نفسي بيده، لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع في الكتف (2).
والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم: أي لا مساواة بينهم وبين من قعد عن الجهاد من غير علة. وفائدته تذكير ما بينهما من التفاوت، ليرغب القاعد في الجهاد، رفعا لرتبته، وإنفة عن انحطاط منزلته.
فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة: جملة موضحة لما نفي الاستواء فيه والقاعدون على التقيد السابق.
و " درجة " نصب بنزع الخافض، أو على المصدر، لأنه تضمن معنى التفضيل ووقع موقع المرة منه، أو الحال بمعنى ذوي درجة.
وكلا: من القاعدين والمجاهدين.
وعد الله الحسنى: المثوبة الحسنى، وهي الجنة، لحسن عقيدتهم وخلوص نيتهم، وإنما التفاوت في زيادة العمل المقتضي لمزيد الثواب.
في الجوامع: عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد خلفتم في المدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم، وهم الذين صحت نياتهم، ونصحت جيوبهم، وهوت أفئدتهم إلى الجهاد وقد منعهم من المسير ضررا وغيره (3).
وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما: نصب على المصدر، لان فضل

(1) مجمع البيان: ج 3 ص 96 في نقله سبب نزول آية 95 من سورة النساء.
(2) عوالي اللآلئ: ج 2 ص 99 ح 272.
(3) جوامع الجامع: ص 94 في تفسيره لآية 95 من سورة النساء.
(٥٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 587 ... » »»
الفهرست