تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٣
حافظات للغيب: أي لمواجب الغيب، أي يحفظن في غيبة الأزواج ما يجب حفظه في النفس والمال.
وقيل: لأسرارهم (1).
وفي تهذيب الأحكام: محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن الميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها. وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله (2).
بما حفظ الله: حفظ الله إياهن، بالامر على حفظ الغيب والحث عليه بالوعد والوعيد، والتوفيق له، أو بالذي حفظ الله لهن عليهم من المهر والنفقة، والقيام بحفظهن، والذب عنهن.
وقرئ بالنصب على أن " ما " موصولة، فإنها لو كانت مصدرية لم يكن ل‍ " حفظ " فاعل (3).
والمعنى: بالامر الذي حفظ حق الله، أو طاعته، وهو التعفف والشفقة على الرجال.

(١) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج ١ ص ٢١٨ في تفسيره لآية ٣٤ من سورة النساء.
(٢) التهذيب: ج ٧ ص ٢٤٠ كتاب النكاح باب ٢٢ السنة في النكاح ح ٤.
(٣) (ما) فيها وجهان. أحدهما: أن تكون مصدرية، وتقديره، بحفظ الله لهن. والثاني: أن تكون بمعنى الذي أي، الشئ الذي حفظه الله. وقرئ: (بما حفظ الله) بالنصب، و (ما) على هذه القراءة بمعنى الذي، وتقديره، بالشئ، الذي حفظ طاعة الله تعالى وفي (حفظ) ضمير مرفوع هو فاعل يعود إلى (الذي) ولا يجوز أن تكون مصدرية على تقدير بحفظهن الله، وإن كان صحيحا في المعنى إلا أنه فاسد من جهة الصناعة اللفظية، لان (ما) المصدرية حرف وإذا كانت حرفا لم يكن في حفظ ضمير عائد إليها، لأنه لاحظ للحرف في عود الضمير، فيبقى (حفظ) بلا فاعل، والفعل لا تدله من فاعل وذلك محال، فوجب أن تكون بمعنى الذي على ما بينا. (البيان في غريب إعراب القرآن لا بن الأنباري:
ص 252).
(٤٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 ... » »»
الفهرست