تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٥
والمال، لأنه حسد يورث التعادي والتباغض.
في مجمع البيان: عن الصادق (عليه السلام): أي لا يقل أحد: ليت ما اعطى فلان من المال والنعمة والمرأة الحسناء، كان لي، فإن ذلك حسد، ولكن يجوز أن يقول: اللهم أعطني مثله (1).
وفي كتاب الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من تمنى شيئا وهو لله تعالى رضى لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه (2).
وفيما علم أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه: في كل امرئ واحد من الثلاث، الكبر، والطيرة، والتمني. فإذا تطير أحد كم فليمض على طيرته وليذكر الله (عز وجل). وإذا خشي الكبر فليأكل مع عبده وخادمه وليحلب الشاة. وإذا تمنى فليسأل الله (عز وجل) وليبتهل إليه، ولا تنازعه نفسه إلى الاثم (3).
للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن: بيان لذلك، أي لكل من الرجال والنساء فضل ونصيب بسبب ما اكتسب ومن أجله، فاطلبوا الفضل بالعمل، لا بالحسد والتمني.
وقيل: المراد نصيب الميراث وتفضيل الورثة بعضهم على بعض فيه وجعل ما قسم لكل منهم على حسب ما عرف من حاله الموجب للزيادة والنقص كالمكتسب (4).
وسئلوا الله من فضله: أي لا تتمنوا ما للناس واسألوا لله مثله من خزائنه التي لا تنفد (5).
قيل: أولا تتمنوا واسألوا الله من فضله بما يقربه ويسوقه إليهم (6).

(١) مجمع البيان: ج ٣ ص ٤٠ عند تفسيره لآية ٣٢ من سورة النساء.
(٢) الخصال: باب الواحد (خصلة بخصلة) ص ٤ ح ٧.
(٣) الخصال: ص ٦٢٤ علم أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه س ٦.
(٤) من تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢١٧، لاحظ تفسيره لآية ٣٢ من سورة النساء.
(٥) من تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢١٧، لاحظ تفسيره لآية ٣٢ من سورة النساء.
(٦) من تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢١٧، لاحظ تفسيره لآية 32 من سورة النساء.
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»
الفهرست