تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٧
غانمين (1).
فزادهم إيمانا الضمير المستكن للمقول، أو لمصدر قال، أو لفاعله.
والمعنى أنهم لم يلتفتوا إليه ولم يضعفوا، بل ثبتت ثقتهم بالله تعالى وازداد إيمانهم، وأظهروا حمية الاسلام وأخلصوا النية عنده.
وفي ه دلالة على أن الايمان يزيد بكثرة التأمل وتناصر الحجج، وينتقص بعروض الشبه والمعارضات.
وقالوا حسبنا الله: محسبنا وكافينا، من أحسبه إذا كفاه. ويدل على أنه بمعنى المحسب أنه لا يستفيد بالإضافة تعريفا في قولك: رجل حسبك.
ونعم الوكيل: ونعم الموكول إليه هو.
في كتاب الخصال: عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: عجبت من أربع كيف لا يفزع إلى أربع عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله تعالى:
" حسبنا الله ونعم الوكيل " فإني سمعت قول الله عقيبها: " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " الحديث (2).
وفي تهذيب الأحكام: بإسناده إلى الحسن بن علي بن عبد الملك الزيات، عن رجل عن كرام (3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربع لأربع واحدة للقتل

(١) مجمع البيان: ج ٢ ص ٥٤٠ في نقل شأن النزول لقوله تعالى: " الذين استجابوا " إلخ.
(٢) الخصال: ص 218 باب الأربعة العجب لمن يفزع من أربعة كيف لا يفزع إلى أربعة، ح 43 وتمام الحديث (وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله (عز وجل): " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فإني سمعت الله (عز وجل) يقول بعقبها: " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله: " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " فإني سمعت الله (جل وتقدس) يقول بعقبها: " فوقاه الله سيئات ما مكروا " وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله (تبارك وتعالى): " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " فإني سمعت الله (عز اسمه) يقول بعقبها: " إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك " وعسى موجبة).
الكرام بالكاف المفتوحة، ثم الراء المهملة المشددة، بائع الكرم، شجر العنب (تنقيح المقال: ج 1 ص 12 تحت رقم 49).
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست