تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٠
ويمحق الكافرين: ويهلكهم إن كانت عليهم. والمحق نقص الشئ قليلا قليلا.
وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) إمام أمتي وخليفتي عليها من بعدي، ومن ولده القائم المنتظر الذي يملا الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لا عز من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: اي وربي " وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين " يا جابر إن هذا الامر من الله وسر من سر الله، مطوي عن عباد الله، فإياك والشك فيه، فإن الشك في أمر الله (عز وجل) كفر (1).
واعلم أن هذا الخبر يدل بصريحه على كفر أهل السنة، فإنهم شاكون في غيبة صاحب الامر ووجوده، وقد صرح في الخبر بأن الشك فيه كفر، فتبصر.
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم: بل أحسبتم، ومعناه الانكار، أي لا تحسبوا أن تدخلوها ولما يعلم الله المجاهدين منكم ولما يجاهد بعضكم.
وفيه دلالة على أن الجهاد فرض على الكفار.
والفرق بين " لما " و " لم " أن فيها توقعا في المستقبل، بخلاف " لم ".
وقرئ " يعلم " بفتح الميم على أن أصله يعلمن، فحذفت النون.
ويعلم الصبرين: نصب بإضمار (ان) على أن الواو للجمع. وقرئ بالرفع على أن الواو للحال، كأنه قال: ولما تجاهدوا وأنتم صابرون.
وفي تفسير العياشي: عن داود الرقي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن

(١) كمال الدين وتمام النعمة: ج ١ ص ٢٨٦، الباب الخامس والعشرون، ما أخبر به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من وقوع الغيبة بالقائم (عليه السلام) ح 7.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست