تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٧٢
واللذات، والتقريب بالعبادة إلى الله (عز وجل)، والخضوع والاستكانة والذل، شاخصا في الحر والبرد والامن والخوف، دائب في ذلك دائم، وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع، الرغبة والرهبة إلى الله تعالى، ومنه ترك قساوة القلب وجسارة الأنفس، ونسيان الذكر، وانقطاع الرجاء والأمل، وتجديد الحقوق، حظر النفس عن الفساد، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها، ومن في البر والبحر ممن يحج وممن لا يحج من تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأرض، والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك، ليشهدوا منافعهم (1).
من استطاع: بدل من الناس بدل البعض من الكل.
إليه سبيلا: تميز من نسبة الفعل إلى المفعول بالواسطة.
وفي عيون الأخبار فيما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون من محض الاسلام وشرائع الدين: وحج البيت فريضة على من استطاع إليه سبيلا، والسبيل الزاد والراحلة مع الصحة (2).
وفي كتاب الخصال: عن الأعمش، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال:
هذه شرائع الدين، إلى أن قال: وحج البيت واجب على من استطاع إليه سبيلا، وهو الزاد والراحلة مع صحة البدن وأن يكون للانسان ما يخلفه على عياله وما يرجع إليه من حجة (3).
وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن خالد ابن جرير، عن أبي الربيع الشامي قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: " من استطاع إليه سبيلا " فقال: ما يقول الناس؟ قال: فقيل له: الزاد والراحلة قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): قد سئل أو جعفر (عليه السلام)

(١) عيون الأخبار: ج ٢ ص ٨٨ باب ٣٣ في ذكر ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل قطعة من ح ١.
(٢) عيون الأخبار: ج ٢ ص ١٢٤ باب ٣٥ ما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين، قطعة من ح ١ س ٦.
(٣) الخصال: ج 2 ص 606، أبواب المائة فما فوقه (خصال من شرائع الدين) ح 9 ص 12.
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست