الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ١٤
في آية أخرى - وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل - فهذا هو التمني بعينه ولكن بصيغة الوعد والخبر الصريحة والله الموفق.
(قوله تعالى: قد نعلم إنه ليحزنك الذين يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله الآية) قال (قد في قد بمعنى ربما الذي يجئ لزيادة الفعل وكثرته كقوله * ولكنه قد يهلك المال نائله *) قال أحمد: ومثلها في قوله:
- وقد تعلمون أني رسول الله إليكم - فإنه يكثر علمهم برسالته ويؤكده بظهور آياته حتى يقيم عليهم الحجة في جمعهم بين متناقضين أذيته ورسوخ علمهم برسالته، والله أعلم. ومنه أيضا قوله * قد أترك القرن مصفرا أنامله * والغرض التعبير عن المعنى بما يشعر بعكسه تنبيها على أنه بلغ الآية التي ما بعدها إلا الرجوع إلى الضد، وذلك من لطائف لغة العرب وغرائبها. عاد كلامه قال (وقرئ يكذبونك بالتشديد والتخفيف من كذبه إلى قوله ولكن الظالمين الخ)
(١٤)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)، الظلم (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»