تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٢
أشركوا، لقوله: ﴿إن الشرك لظلم عظيم﴾ (1)، (أهوآءهم بغير علم) أي: جاهلين، لأن العالم إذا ركب هواه ربما ردعه علمه، والجاهل يهيم على وجهه كالبهيمة لا يكفه شيء (فمن يهدى من أضل الله) أي: خذله ولم يلطف به لعلمه أنه ممن لا لطف له، أي: فمن يقدر على هداية مثله، ويدل على أن المراد بالإضلال الخذلان قوله: (وما لهم من نصرين).
(فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذا لك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون (30) منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلواة ولا تكونوا من المشركين (31) من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون (32) وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذآ أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون (33) ليكفروا بمآ ءاتينهم فتمتعوا فسوف تعلمون (34) أم أنزلنا عليهم سلطنا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون (35) وإذآ أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون (36) أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر إن في ذلك لايت لقوم يؤمنون (37)) أي: قوم وجهك للدين وعدله غير ملتفت عنه يمينا وشمالا، وهو تمثيل لثباته على الدين واستقامته عليه واهتمامه بأسبابه، فإن من اهتم بشيء قوم له وجهه، وسدد إليه نظره، وأقبل عليه بكله (حنيفا) حال من المأمور، أو من " الدين " (فطرت الله) أي: الزموا فطرة الله، أو: عليكم فطرة الله.
وقوله: (منيبين إليه) حال من الضمير في " الزموا "، ولذلك أضمر على

(١٢)
مفاتيح البحث: الرزق (1)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»