تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٧٥٥
وقيل: علم الله تعالى موسى (عليه السلام) علم الكيمياء فعلمه موسى أخته فعلمته أخته قارون (1)، وقال: * (عندي) * معناه: في ظني كما يقول: الأمر عندي كذا، أي:
هو في ظني ورأيي هكذا * (أولم يعلم) * في جملة ما عنده من العلم وقرأه في التوراة * (أن الله قد أهلك من قبله) * من هو أقوى منه فلا يغتر بكثرة ماله وقوته، ويجوز أن يكون نفيا لعلمه بذلك * (وأكثر جمعا) * للمال، أو: أكثر جماعة وعددا * (ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون) * بل يدخلون النار بغير حساب. * (في زينته) * التي كان يتزين بها، وهو حشمه وخيله، والحظ والجد: البخت والدولة.
ويلك: أصله الدعاء بالهلاك، ثم استعمل في الزجر والردع والبعث على ترك ما لا يرتضى، والضمير في * (ولا يلقاها) * للكلمة التي تكلم بها العلماء، أو للثواب لأنه في معنى المثوبة. * (من المنتصرين) * من المنتقمين من موسى، أو من الممتنعين من عذاب الله، يقال: نصره من عدوه فانتصر، أي: منعه منه فامتنع.
أراد * (بالأمس) * الوقت القريب على طريق الاستعارة، والمكان: المنزلة * (وي) * مفصولة من * (كأن) * وهي كلمة تنبه على الخطأ وتندم، والمعنى: أن القوم تنبهوا على خطئهم في تمنيهم منزلة قارون وتندموا، ثم قالوا: كأن الله، أي: ما أشبه الحال بأن الله يبسط الرزق لمن يشاء لا لكرامة * (ويقدر) * أي: يضيق على من يشاء لا لهوان، لكن بحسب المصلحة، ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح.
وعند الكوفيين أن " ويك " بمعنى " ويلك "، وأن المعنى: ألم تعلم أنه * (لا يفلح الكافرون) *، ويجوز أن يكون الكاف كاف الخطاب قد ضمت إلى " وي "، كقوله:
ويك عنتر أقدم (2)

(1) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 431.
(2) وتمام البيت:
ولقد شفي نفسي وأبرأ سقمها * قيل الفوارس: ويك عنتر أقدم وهو من معلقته المشهورة. راجع ديوان عنترة: ص 18.
(٧٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 750 751 752 753 754 755 756 757 759 760 761 ... » »»